اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 319
لأشياء قديمة قِدَم تاريخ الأمة العربية، بل قِدَم أصلها الأول الذي نشأت منه.
وكانت محاولته بتفسير مظهر من مظاهر القصيدة الجاهلية مما يتّصل بثور الوحش, وهو يأخذ نماذج من دالية النابغة:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... يوم الجليل على مستأنس وحد
وقافية زهير:
كأن كوري وانساعي وميثرتي ... كسوتهن مشبًا ناشطًا لهقا
ولامية لبيد:
كأخنس ناشط جادت عليه ... ببرقة واحف إحدى الليالي
ويعالج قصة ثور الوحش بالعودة إلى الوراء قرونًا طويلة, ليصل إلى شوطئ دجلة والفرات حيث السومريون وملحمة جلجامش، ويطوف في الفنيقيين والعبرانيين وغيرهم, ليجد من آلهة كلٍّ شيئًا مشتركًا عندهم جميعًا, ويخلص إلى أن أقوام الهلال الخصيب قد عبده الإله - الثور، إله العاصفة.
ويخلص إلى أن هذه الصور، صور ثور الوحش، إنما هي تطور لترانيم أو ملاحم أو تفوهات دينية قديمة تتصل بقدسية الثور وما كان يرمز إليه من الخصب والمطر والاتحاد به بالصيد، ولكنها لم تعد تحمل مغزى دينيًّا, بل انتهت إلى الشعراء الجاهليين تقاليد أدبية، وإن لم تخل من إشارات قدسية[1]. وتتكشف القصيدة الجاهلية في قصة الثور عن أبعاد جديدة تتصل بقصة الإنسان الخالدة في دورة الحياة والموت واختلاف الفصول وقدسية الحيوان[2]. [1] نفسه 107. [2] نفسه 112.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 319