responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 318
أما جهد النقاد القدامى فيرى أنهم عجزوا وقصرت بهم خطاهم عن الحكم الصائب والتقويم السليم, وذلك لأنهم اعتمدوا على قيم فنية ومعايير أدبية انحدرت إليهم من أمم أجنبية[1].
وإذا كان لا بُدَّ من اصطناع مصطلحات حديثة, فإنه يجب مراعاة أمرين[2]: أولهما: الحذر في الاصطناع مدركين حدودها وما تنتهي إليه, وما تثيره من دلالات ومفهومات.
ثانيهما: الاصطناع مع الاقتصاد والحذر لما له من صفة العمومية التي تشترك فيها آداب بني الإنسان في مختلف العصور.
أما الوحدة في القصيدة[3]: فهو يراها شبيهة بعلاقة الإنسان الفرد بسائر قبيلته، له شخصيته واستقلاله, ولكن وحدة أخرى أقوى من ذلك تشده إلى قبيلته وتجعل منه جزءًا لا ينفصل عن كيانها ووجودها.
ولقد عبّر المذهب البدوي عن نفسه في القصيدة وما تتألف منه من صور ووقائع تنتظمها وحدة قائمة على ترابط تلك الصور بعضها ببعض.
وفي معرض دراسته لقصة الثور الوحشي وتفسير وجودها في القصيدة الجاهلية ينعي على مؤرخي الأدب الجاهلي معالجتهم الوصفية للشعر الجاهلي "أسلوبه، صوره، فنونه، موضوعاته ... إلخ"[4].
وهو يؤكد أن أقدم المحفوظ من الشعر الجاهلي يتسم بتنويع في التعبير اللغوي، وهذا يفترض وجود مذهب للشعر له قواعده وتقاليده، وأن هذا المذهب تكون نتيجة تطور أدبي خلال قرون طويلة سابقة[5]، وهذا يعني تراكمات من الحضارة والمعتقدات ضاع الكثير منها.
ومن هذا المنطلق حاول إعادة النظر في ذلك الشعر علّه يجد فيه أصداء

[1] نفسه 31.
[2] نفسه 39.
[3] نفسه 58-61.
[4] موقف في الأدب والنقد 65.
[5] نفسه 65 وما بعدها.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست