responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم القواعد العربية المؤلف : عبد الغني الدقر    الجزء : 1  صفحة : 270
حَاشَى: حَرفٌ مِنْ حُرُوفِ الاسْتِثْنَاءِ تَجُرُّ مَا بعدها، كما تَجرُ حَتَّى. هذا ما يَرَاه سِيبَوَيه والبَصْرَيون، وعند الآخرين: فِعلٌ مَاضٍ حَكَوْا: " شَتَمتهُم ومَا حَاشَيْتُ مِنْهُم أَحَداً" وما تَحَشَّيتُ ومَا حَاشَيت: أي ما قُلتُ حَاشَا لِفُلانٍ، والصحيح أنها حَرْفٌ مَثلُ عَدَا وخلا تجر المستثنى ولذلِكَ خَفَضُوا بحَاشَى كما خَفِض بهما، قال الشاعر:
حاشَى أبي مَرْوان إنَّ به ... ضَنّاً عن المَلْحَاة والشَتْمِ
ومن قال: حَاشَى لِفُلانٍ خَفَضَه باللَّامِ الزَّائِدةِ، ومَنْ قال: حَاشَى فُلاَناً أضْمرَ في حَاشَا مَرْفُوعا، ونَصَبَ فُلاناً بَحَاشَى، وإذا كانتْ حرفَ جر فَلَهَا تعلُّق، وسَيأتي في خلا وتَخْتَلِفُ" حَاشَا" عن" خَلا وعَدَا" بأمورٍ منها:
أن الجَرَّ بـ "حاشا" هو الكثِيرُ الرَّاجح (لذلكَ التُزِمَ سيبويه وأكثرُ البَصْرِيين حَرْفيتها ولم يُجِيزُوا النصب، والصحيح جوازُه فقد ثَبَت بنقل أبي زيد وأبي عمرو الشيباني والأخفش وابن خَرُوف، وأَجَازه المازني والمبرد والزجاج) مَع جَواز النَّصبِ وعليه قَوْلُ الشاعر:
حَاشَا قَريْشاً فَإنَّ الله فَضَّلَهُمْ ... على البَرِيَّة بِالإِسْلاَمِ والدِّينِ
وقوله: "الَّهُمَّ اغْفِرْ لي ولمنْ يَسمِعُ حَاشَا الشَّيطانَ وأبا الأَصْبَغ".
وقول المنقِذ بنِ الطَّمَّاح الأسدي:
حَاشَا أبَا ثَوْبَان إنَّ أبا ... ثَوْبَانَ لَيس ببُكْمَة فَدْم
(البُكْمة: من البَكَم وهو الخَرَس، والفَدْم: العَيّي الثقيل)
قال المَرْزُوقي في رِواية الضَّبِيّ: "حَاشَا أَبا ثَوْبان بالنصب
ومنها: أنَّ حَاشَا لا تَصْحبُ "مَا". فلا يجوزُ "قامَ القوم ما حَاشَا زَيْداً".
وأمَّا قولُ الأخْطل:
رأيتُ النَّاسَ ما حَاشَا قُرَيْشاً ... فإنَّا نَحنُ أفْضَلُهُم فَعَالاً فَشَاذّ، ولِحَاشَى أحْكامٌ في المستثنى والجار والمجرور (= المستثنى والجار والمجرور) .

اسم الکتاب : معجم القواعد العربية المؤلف : عبد الغني الدقر    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست