اسم الکتاب : عمدة الكتاب المؤلف : النحاس، أبو جعفر الجزء : 1 صفحة : 349
أدبرت وآذنت بوداعٍ, ألا إن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاعٍ, المضمار اليوم, والسباق غداً, ألا وإنكم في أيام أملٍ من ورائه أجلٌ, فمن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله, ألا فاعملوا لله في الرغبة كما تعملون له في الرهبة؛ ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها, ولا كالنار نام هاربها؛ ألا وإنه من لم ينفعه الحق ضره الباطل, ومن لم يستقر به الهدى جار به الضلال؛ ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن, ودللتم على الزاد, وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى, وطول الأمل؛ فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق, وأما طول الأمل فينسي الآخرة.
1160- وروى عبد خيرٍ, قال: قام عليٌ رضي الله عنه على المنبر, فقال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ قالوا: بلى! قال: أبو بكرٍ؛ ثم سكت سكتةً, ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكرٍ؟ عمر.
1161- وروى سويد بن غفلة قال: مررت بقومٍ من الشيعة وهم يشتمون أبا بكرٍ وعمر رحمهما الله, قال: فدخلت على عليٍ رضي الله عنه, فقلت: يا أمير المؤمنين! مررت بنفرٍ من أصحابك يتناولون أبا بكرٍ وعمر, ويذكرونهما بغير الذي هما له من الأمة أهلٌ, فلولا أنهم يرون أنك تضمر مثل ما أعلنوا ما تجرؤوا على ذلك؛ فقال عليٌ رضي الله عنه: أعوذ بالله! أعوذ بالله! مرتين, أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل, أخوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه ووزيراه؛ ثم نهض دامع العينين
اسم الکتاب : عمدة الكتاب المؤلف : النحاس، أبو جعفر الجزء : 1 صفحة : 349