اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 83
فالواو لام الكلمة[1]، والنون ضمير النسوة. والفعل مبني؛ مثل يتربصن، ووزنه "يفعلن"، بخلاف قولك: الرجال يعفون، فالواو ضمير المذكرين[2]، والنون علامة رفع، فتحذف نحو: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، ووزنه "تفعلوا"، وأصله "تعفووا". [1] أي: لام الفعل؛ لأن أصله: عفا يعفو؛ فإذا قلت: النساء يعفون، فـ"يعفون" مضارع مبني على سكون الواو لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة ضمير فاعل، وتقول: النساء لن يعفون، ولم يعفون؛ فيكون الفعل مبني على السكون في محل نصب، أو جزم؛ لاتصاله بنون النسوة وهي فاعل. [2] أي: ضمير الجمع وهي الفاعل، أما لام الفعل فمحذوفة، وأصله: يعفوون، استثقلت الضمة على الواو الأولى التي هي لام الفعل فحذفت الضمة، والتقى ساكنان، فحذفت الأولى؛ لأنها حرف علة، ولم تحذف الثانية؛ لأنها ضمير فاعل، فصار: يعفون على وزن "يفعون" فإذا دخل ناصب أو جازم، حذفت النون؛ تقول: الرجال لن، ولم يعفوا.
وخلاصة الفرق بين النساء يعفون، والرجال يعفون, مع اتحاد الصورة اللفظية:
أ- أن لام الفعل غير محذوفة في العبارة الأولى، ومحذوفة في الثانية، لعلة تصريفية؛ وهي: التقاء الساكنين.
ب- أن النون ضمير جمع الإناث، وهي فاعل، ولا تحذف لناصب أو جازم في العبارة الأولى، وهي علامة رفع كالضمة في العبارة الثانية، ولهذا تحذف عند دخول ناصب أو جازم.
جـ- أن الواو جزء من الكلمة، وهي لامها في العبارة الأولى، ووزنه: "يفعلن". أما في الثانية فالواو كلمة مستقلة ضمير جمع الذكور، وليست جزءا من الكلمة، ووزنه: "يفعون" وقد أشار الناظم إلى هذا الباب بقوله:
واجعل لنحو "يفعلان" النونا ... رفعا و"تدعين" و"تسألونا"
وحذفها للجزم والنصب سمه ... كلم تكوني لترومي مظلمه*
أي: اجعل ثبوت النون علامة للرفع في: يفعلان، وتدعين، وتسألونا، وهي الأفعال الخمسة المشتملة على الضمائر السابقة. واجعل حذف النون سمة؛ أي: علامة لنصبها وجزمها.
* "واجعل" فعل، والواو عاطفة أو استثنائية. "لنحو" متعلق باجعل. "يفعلان" مضاف إليه مقصود لفظه. "النونا" مفعول أول لاجعل. "رفعا" مفعول ثان، أو منصوب على نزع الخافض. "وتدعينا" معطوف على "
يفعلان" قصد لفظه. "وتسألونا" معطوف على يفعلان، أو مبتدأ حذف خبره، أي: كذلك. "وحذفها" مبتدأ مضاف إلى الهاء.
"للجزم" متعلق بسمة. "والنصب" معطوف على الجزم. "سمة"؛ أي: علامة، خبر المبتدأ مرفوع، ووقف عليه للنظم. "كلم تكوني" خبر لمبتدأ محذوف، وياء المخاطبة اسم تكون الناقصة. "لترومي" اللام للجحود وترومي منصوب أن مضمرة وجوبا بعدها بحذف النون والياء فاعل. "مظلمة" مفعول ترومي، وسكن للروي، وأن المصدرية المضمرة مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور بلام الجحود، واللام ومجرورها متعلقان بمحذوف خبر تكوني؛ أي: لم تكوني قابلة لروم ظلم.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 83