اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 47
وكأن يفتقر افتقارًا متأصلًا إلى جملة[1].
فالأول:2 " كـ "هيهات" و"صه" و"أَوَّه"؛ فإنها نائبة عن بَعُدَ، واسكت وأتوجع، ولا يصح أن يدخل عليها شيء من العوامل فتتأثر به[3]، فأشبهت "ليت"، و"لعل" مثلًا؛ ألا ترى أنهما نائبان عن أتمنى، وأترجى؟ [4] ولا يدخل عليهما عامل؟ واحترز بانتفاء التأثر من المصدر النائب عن فعله؛ نحو"ضربًا" في قولك: ضربًا زيدًا؛ فإنه نائب عن اضرب، وهو مع هذا معرب؛ وذلك لأنه تدخل عليه العوامل فتؤثر فيه؛ تقول: أعجبني ضرب زيد، وكرهت ضرب عمرو، وعجبت من ضربه [5].
والثاني:[6] كإذ، وإذا، وحيث[7]، والموصولات[8]؛ ألا ترى أنك تقول: جئتك إذ، [1] هذا النوع الرابع من أنواع الشبه، ويسمى: الشبه الافتقاري، وهو: أن يكون الاسم مفتقرًا افتقارًا لازمًا إلى جملة أو شبه جملة بعده؛ كالموصول؛ فإنه محتاج إلى صلة تكمل معناه وتوضحه، كما أن الحرف لا يظهر معناه إلا بوضعه في جملة. وسيبين المصنف هذا.
2 وهو ما ينوب عن الفعل، ولا يدخل عليه عامل يؤثر فيه. [3] هذا بناء على الصحيح؛ من أن أسماء الأفعال لا محل لها من الإعراب. خلافًا للمازني ومن تبعه في جعلها مبتدأ أغنى فاعلها عن الخبر، أو مفعولًا مطلقًا لمحذوف وجوبًا. [4] أي: في إفادتهما معناهما. [5] وكذلك "ضربًا" فإنه منصوب بفعل محذوف وجوبًا؛ أي: اضرب ضربًا ومثله: الأوصاف النائبة؛ نحو: جاء الضارب زيدًا، أقائم الزيدان؛ فإنها -وإن نابت عن الفعل- إلا أنها تتأثر بالعوامل. [6] وهو الذي يفتقر افتقارًا متأصلًا إلى جملة أو شبهها. [7] فإنها مفتقرة دائمًا إلى جملة تكمل معناها. وأما إضافة "حيث" إلى مفرد في قول الفرزدق:
ونطعمهم تحت الحبا بعد ضربهم ... ببيض النواصي حيث لي العمائم
فنادر. [8] فإنها مفتقرة في جميع الأحوال إلى جملة أو شبه جملة تكون صلة لها؛ تكملها، وتوضح معناها.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 47