اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 41
وعسى، وليس[1].
ومتى دلت كلمة على معنى الماضي[2] ولم تقبل إحدى التاءين، فهي اسم؛ كهيهات، وشتان بمعنى بعد، وافترق[3].
الثالث الأمر: [4] وعلامته أن يقبل نون التوكيد مع دلالته على الأمر[5]، نحو: قومن؛ فإن قبلت كلمة النون ولم تدل على الأمر فعل مضارع، نحو: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا} [6]، وإن دلت على الأمر ولم تقبل النون، فهي اسم[7]؛ كنزال ودراك، بمعنى انزل وادرك. [1] كرر "عسى" و"ليس" ليبين اشتراك التاءين فيهما، ولم يكرر "تبارك" و"نعم" و"بئس"؛ لانفراد تبارك بتاء الفاعل، ونعم وبئس بتاء التأنيث. وقيل: إن تبارك تقبل تاء التأنيث؛ فقد قيل: تباركت أسماء الله. وتقبل كذلك تاء الفاعل، تقول: تباركت يا الله. وفيما تقدم يقول الناظم:
وماضي الأفعال بالتاء مز وسم ... بالنون فعل لأمر إن أمر فهم*
أي: إن الماضي من الأفعال يتميز، ويختص من تلك العلامات بقبوله في الآخر: التاء المتحركة للفاعل أو الساكنة للتأنيث. وأن فعل الأمر يوسم -أي: يعرف- بقبوله نون التوكيد، مع دلالته على الطلب. [2] وهو الحدث المقترن بزمن مضى وفات. [3] هيهات: اسم فعل ماض بمعنى بعد جدا. وشتان: اسم فعل كذلك بمعنى افترقا بعيدًا. [4] الأمر: هو كلمة تدل بصيغتها من غير زيادة، على معنى مطلوب تحقيقه في المستقبل. [5] وهو الطلب بالصيغة. [6] من الآية 32 من سورة يوسف. [7] أي: اسم فعل أمر؛ كما مثل المصنف، أو اسم مصدر؛ نحو: صبرا على الشدائد والمحن.
* "وماضي الأفعال" مفعول مقدم لمز ومضاف إليه. "بالتا" متعلق بمز. "وسم" الواو للعطف "سم" فعل أمر، ومعناه: علم. "بالنون" متعلق به. "فعل الأمر" مفعوله ومضاف إليه "أن" حرف شرط. "أمر" نائب فاعل لفعل محذوف يفسره فهم. وهو فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف وجوبًا؛ أي: إن فهم أمر فسمه بالنون، وجملة "فهم" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مفسرة.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 41