اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 40
و"لم يشم"، والأفصح فيه فتح الشين لا ضمها، والأفصح في الماضي شممت بكسر الميم لا فتحها. وإنما سمي مضارعًا لمشابهته للاسم[1]؛ ولهذا أعرب واستحق التقديم في الذكر على أخويه.
ومتى دلت كلمة على معنى المضارع[2] ولم تقبل "لم"، فهي اسم، كـ"أَوَّه" و"أف"؛ بمعنى أتوجع، وأتضجر[3].
الثاني الماضي [4]: ويتميز بقبول تاء الفاعل؛ كتبارك، وعسى، وليس، أو تاء التأنيث الساكنة؛ كنعم، وبئس، [1] أي: الاسم المصوغ للفاعل؛ فقد أشبهه في اللفظ بجريانه معه في الحركات والسكنات، وفي الحروف الأصلية والزائدة، وفي المعنى؛ لأن كلا منهما يصلح للحال والاستقبال إذا لم توجد قرينة تقصره على أحدهما. [2] وهو الحدث المقترن بالزمن الصالح للحال أو الاستقبال.
3 "أوه" اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع شدة الوجع، و"أف" اسم فعل كذلك بمعنى أتضجر وأتألم كثيرًا. ومن هنا نعلم أن اسم الفعل هو: اسم يقوم مقام الفعل في المعنى والزمن والعمل، ولكنه لا يقبل علامة الفعل الذي يقوم مقامه، ولا يتأثر بالعوامل. وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في موضعه. ولا يقال: إن هنالك كلمات تدل على معنى الفعل ولا تقبل "لم" وليست أسماء أفعال، بل هي حروف؛ مثل حرف النداء؛ فإنه بمعنى أدعو. وحرف الاستثناء؛ فإنه بمعنى أستثني؛ لأنا نقول: المقصود أن تدل بهيئتها على معنى المضارع. وما ذكر ليس كذلك. [4] هو كلمة تدل على معنى -أي: حدث- وزمن فات قبل النطق بها. ويتعين معناه للحال؛ إذا قصد به الإنشاء؛ مثل: اشتريت، بعت، وهبت، أبرمت. إلخ. كما يتعين للاستقبال؛ إذا أفاد طلبًا أو دعاء؛ مثل: أعانك الله ورفع منزلتك، أو سبق بنفي بـ"لا" أو "إن" المسبوقتين بقسم؛ نحو: والله لا أكرمت الجبان، لئن ثابرت لتظفرن بما ترجو.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 40