اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 32
الأصل: "العتابا" و"أصابا"، فجيء بالتنوين بدلًا من الألف لترك الترنم، وزاد بعضهم التنوين الغالي، وهو اللاحق للقوافي المقيدة[1]، زيادة على الوزن، ومن ثم[2] سمي غاليًا؛ كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإنن ... كان فقيرًا معدمًا قالت وإنن3
= اللغة والإعراب: أقلى: أمر من الإقلال؛ وهو جعل الشيء قليلًا؛ أي: خفي ولا تكثري، ولعله يريد الترك. اللوم: العذل والملامة. العتاب: مخاطبة الإدلال وتذاكر الموجدة. "أقلى" فعل أمر مبني على حذف النون وياء المخاطبة فاعل. "اللوم" مفعوله. "عاذل" منادى مرخم "عاذلة"، مبني على الضم في محل نصب. "والعتابن" معطوف على اللوم منصوب بالفتحة، والنون عوض عن ألف الإطلاق. "إن أصبت" شرط وفعله، والجواب محذوف؛ أي: فقولي "لقد أصابن" اللام موطئة لقسم محذوف، والجملة جواب ذلك القسم؛ وجملة القسم وجوابه في محل نصب مقول القول.
المعنى: خففي أو اتركي أيتها اللائمة الوم والتعنيف، وإن وجدت مني صوابًا وتوخيا الحق والواقع، فلا تنكري ذلك علي، وقولي: والله لقد أصاب القول وما جانب الحق والسداد، وروي: أصبت -بكسر التاء- على أنها ضمير المخاطبة؛ أي: قصدت المنطق بالصواب والحق.
الشاهد: في "العتابن، وأصابن"؛ حيث دخلهما تنوين الترنم بدلًا من ألف الإطلاق. والأولى اسم مقترن بأل، والثانية فعل ماض، وذلك يدل على أن هذا التنوين ليس مختصا بالاسم. وقد يدخل هذا التنوين الحرف كقول زياد بن معاوية, المعروف بالنابغة الذبياني؛ نسبة إلى قبيلة "ذبيان":
أزف الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا وكأن قد
فإن الأصل "قدي" فجيء بالتنوين بدلًا من الياء لترك الترنم. [1] هي التي رويها ساكن غير مد. [2] أي: ومن أجل زيادته على الوزن؛ فإن الغلو في اللغة: الزيادة، يقال: غلا السعر؛ زاد، وغلا في الأمر؛ جاوز فيه الحد.
3 ينسب النحاة هذا البيت لرؤبة بن العجاج الراجز الإسلامي، المتوفى سنة 145هـ، ولكن =
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 32