responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 216
فإن كان مقدما؛ نحو: زيد نعم الرجل، فمبتدأ لا غير. ومن ذلك قولهم: من أنت زيد؟ [1] أي: مذكورك زيد، وهذا أولى من تقدير سيبويه: كلامك زيد[2].
وقولهم: في ذمتي لأفعلن، أي: في ذمتي ميثاق أو عهد[3].
حذف الخبر جوازا:
وأما حذف الخبر جوازًا فنحو: خرجت فإذا الأسد؛ أي: حاضر، ونحو: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} ؛ أي: كذلك. ويقال: من عندك؟ فتقول زيد؛ أي: عندي[4].

[1] هذا أسلوب مسموع عن العرب، يقال: حين يتحدث شخص حقير بالسوء عن شخص عظيم. وقد ورد بغير مبتدأ، فوجب أن يحافظ عليه كما هو بغير زيادة؛ لأنه بمنزلة المثل، ويقدر له مبتدأ مناسب أي: مذمومك. أو مذكورك، زيد.
[2] لأن المعاني لا يخبر عنها بالذوات، ولأن زيدا ليس بكلام لعدم تركيبه.
[3] هذا هو الموضع الرابع الذي يحذف فيه المبتدأ وجوبا؛ وهو أن يكون الخبر صريحا في القسم. وتتحقق الصراحة بكونه معلوما في العرف أنه يمين كما مثل المصنف؛ فإنه مبدوء بما يشعر بالقسم بدليل دخول لام القسم على المضارع، وقد حذف المبتدأ وجوبا؛ لسد جواب القسم مسده ودلالته عليه. وهذه المواضع لم يذكرها ابن مالك في النظم. ويزاد عليها: الاسم المرفوع بعد لا سيما؛ نحو: أحب الشعراء ولا سيما حسان، إذا أعرب "حسان" خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا، تقديره هو. وبعد المصدر النائب عن فعل الأمر وبعده ضمير مجرور لمخاطب؛ نحو: "سقيا لك ورعيا" أي: الدعاء لك يا هذا، وأرع يا رب.
[4] إيضاح ذلك: لأنه لا يجوز حذف الخبر إذا وقع المبتدأ بعد إذا الفجائية وكان الخبر كونا عاما كالمثال الأول، أو كانت جملة المبتدأ معطوفة على جملة اسمية قبلها، والمبتدآن مشتركان في الخبر؛ كالمثال الثاني. أو كانت جملة الخبر جوابا عن استفهام فيه ما يدل على الخبر؛ كالمثال الثالث. وقد أشار الناظم إلى حذف الخبر جوازا هنا، وإلى ما سبق من حذف المبتدأ جوازا بقوله:
وحذف ما يعلم جائز كما ... تقول زيد بعد من عندكما
وفي جواب كيف زيد قل دنف ... فزيد استغني عنه إذ عرف*
أي: إن الحذف جائز في كل ما يعلم ويدل عليه دليل؛ سواء كان المحذوف المبتدأ وحده، أو الخبر وحده، أو هما معا. ومثل الناظم لحذف الخبر؛ بأن يسأل سائل: من عندكما؟ فيقال: زيد؛ أي: زيد عندنا. ولحذف المبتدأ بقول السائل: كيف زيد؟ فيجاب: دنف؛ أي: مريض؛ والتقدير: زيد دنف. ولم يمثل لحذفهما معا؛ ومثاله: من يؤد الواجب فهو مخلص، ومن يقل الحق.....؛ أي: فهو مخلص.

* "وحذف" مبتدأ. "ما" اسم موصول مضاف إليه. "يعلم" الجملة من الفعل ونائب الفاعل صلة ما "جائز" خبر المبتدأ. "كما" الكاف جارة، و"ما" مصدرية، وهي وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بالكاف؛ أي: كقولك، =
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست