اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 198
ونحو: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [1]، ومنه: "نطقي الله حسبي"[2]؛ لأن المراد بالنطق المنطوق به.
وإما غيره، فلا بد من احتوائها على معنى المبتدأ الذي هي مسوقة له، وذلك بأن تشتمل على اسم بمعناه، وهو: إما ضميره مذكورًا؛ نحو: زيد قائم أبوه، أو مقدرًا؛ نحو: السمن منوان بدرهم؛ أي: منه، وقراءة ابن عامر: {وَكُلٌّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى} أي: وعده [3]. أو إشارة إليه؛ نحو: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} ؛ إذا قدر "ذلك" مبتدأ ثانيا لا تابعًا للباس. [1] هذا إذا قدرت "هي" ضمير القصة فتكون مبتدأ، " وشاخصة" هي خبر مقدم لأبصار، والجملة خبرهما وهي عين المبتدأ في المعنى, أي: فإذا القصة أبصار الذين كفروا شاخصة. أما إذا قدرت "هي" ضمير الإبصار، وقد تقدم مع الخبر -وهي شاخصة- على المبتدأ يكون الخبر مفردا. [2] قيل: إن مثل هذا ليس من الإخبار بالجملة، بل بالمفرد على إرادة اللفظ, أي: نطقي هذا اللفظ. وفيما تقدم يقول ابن مالك:
وإن تكن إياه معنى اكتفى ... بها كنطقي الله حسبي وكفى*
أي: إن تكن الجملة هي المبتدأ في المعنى اكتفى بها عن الرابط، مثل: "نطقي الله حسبي" فالخبر الجملة, متحد في المعنى مع المبتدأ. [3] فـ"كل" مبتدأ، وجملة {وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى} ؛ خبر، والرابط الضمير المقدر المنصوب وعد على أنه مفعوله الأول، ويشترط في الضمير: أن يكون مطابقا للمبتدأ سابق في التذكير، والإفراد، وفروعهما.
* "وإن" شرطية. "تكن" فعل الشرط واسمها يعود على جملة. "إياه" خبر تكن. "معنى" تمييز أو منصوب بنزع الخافض. "اكتفى" فعل ماض في محل جزم جواب الشرط، وفاعله يعود على الخبر. "كنطقي" الكاف جارة لقول محذوف، ونطقي مبتدأ أول "الله حسبي" مبتدأ ثان وخبر، والجملة خبر الأول. "وكفى" فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو. وأصله: وكفى به، فحذف الجار، فاتصل الضمير واستتر.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 198