اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 174
وحذف منصوب الفعل كثير[1]، ومنصوب الوصف قليل.
ويجوز حذف المجرور: بالإضافة، إن كان المضاف وصفًا غير ماض[2]؛ نحو:
{فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [3]، بخلاف: جاء الذي قام أبوه، وأنا أمس ضاربه[4].
= المعنى: ليس المرء الذي يستخف به الهوى ويستهويه، ويتبع شهوات نفسه، وينقاد لها، محمود العواقب، يعيش دائما في أمن واطمئنان، ولو قدر له عيش هنيء خالص من المنغصات؛ فهو عيش غير مأمون الدوام.
الشاهد: حذف العائد من صلة أل؛ وهو منصوب بالوصف، وذلك شاذ، وقيل قليل. وفي حذف العائد المنصوب يقول ابن مالك:
.................................... ... والحذف عندهم كثير منجلي
في عائد متصل إن انتصب ... بفعل أو وصف كمن نرجو يهب *
أي: إن الحذف كثير إذا كان العائد ضميرا متصلا منصوبا بفعل تام، أو بوصف غير صلة لأل؛ مثل: من نرجو يهب؛ أي: من نرجوه يهب. [1] لأن الأصل في العمل للفعل؛ فتصرفه في معموله على نطاق واسع. أما الوصف ففرع في العمل، فهو أضعف. [2] بأن يكون اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال، أو اسم مفعول كذلك بشرط أن يكون فعله متعديا لاثنين؛ ليكون أحدهما نائب فاعل، والثاني هو المضاف إليه لفظه. [3] أي: الذي أنت قاضيه. وهذا مثال لاسم الفاعل، ومثال اسم المفعول: يكفيني ما أنا معطي الآن أو غدا؛ أي: معطاه. [4] لأن المضاف في الأول ليس بوصف، وفي الثاني وصف ماض، وهو لا يعمل.
* "والحذف" مبتدأ. "عندهم" ظرف متعلق بالحذف أو بكثير الواقع خبر للمبتدأ. "منجلي" خبر ثان أو نعت للخبر. "في عائد" متعلق بمنجلي أو بكثير. "متصل" نعت لعائد. "انتصب" فعل الشرط وفاعله يعود على عائد وسكن للوقف. "بفعل" متعلق بانتصب. "أو وصف" معطوف على فعل. "كمن" الكاف جار لمحذوف، و"من" اسم موصول مبتدأ وجملة "نرجو" صلة والعائد محذوف؛ أي: نرجوه. "يهب" الجملة خبر المبتدأ، وسكن يهب للضرورة.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 174