اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 154
وقوله:
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي1
فدعاء الأصنام، ونداء القطا والطلل، سوغ ذلك.
الثانية: أن يجتمع مع العاقل فيما وقعت عليه "من" [2]؛ نحو: {كَمَنْ لا يَخْلُق} ؛ لشموله الآدميين والملائكة والأصنام، ونحو: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} ، ونحو: {مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} فإنه يشمل الآدمي والطائر.
الثالثة: أن يقترن به في عموم فُصِّل بـ"من" [3]؛ نحو: {مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِه
1 بيت من الطويل؛ هو مطلع قصيدة؛ لامرئ القيس بن حجر الكندي.
اللغة والإعراب:
عم صباحا: إحدى تحيات العرب الجاهليين في الصباح؛ وفي المساء: عم مساء، وعم ظلامًا؛ وعم: فعل أمر، أصله أنعم؛ حذفت الهمزة والنون تخفيفًا الطلل؛ كل ما بقي شاخصًا من آثار الديار. البالي: المشرف على الزوال والفناء. العصر: لغة في العصر؛ بمعنى الدهر والزمان. الخالي: السالف. "ألا" للتنبيه. "صباحا" ظرف زمان. "أي" منادى، و"ها" للتنبيه. "الطلل" نعت لأي. "البالي" نعت للطلل. "يعمن" مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد. "من" اسم موصول فاعل.
المعنى: أنعم الله صباحك أيها الأثر؛ الذي أشرف على الزوال؛ وبقي من آثار الأحبة. ثم ثاب إلى رشده، وأنكر أن يجيبه أحد؛ لهلاك من كان بهذه الديار؛ فقال: وهل ينعمن بشيء من هلك في الزمان الماضي؟
الشاهد: في "يعمن من"؛ حيث استعمل "من" الموصولة للمفرد غير العاقل، وهو الطلل البالي؛ وجوز ذلك نداؤه وتنزيله منزلة من يجيب الداعي؛ لأنه لا ينادي إلا العاقل. [2] أي: أن يكون مضمون الكلام متجها إلى شيء يشمل العاقل وغيره، ولكنك تراعي العاقل؛ فتغلبه على غيره. [3] أي: أن يكون عن شيء عام، يشمل أنواعا متعددة؛ فيها العاقل وغيره، وقد فصل بكلمة "من". هذا: ويجوز عود الضمير على "من" مفردا مذكرا؛ مراعاة للفظها، وهو الأكثر؛ نحو: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} ، ومراعاة للمعنى؛ نحو: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} .
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 154