اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 141
فصل: وإذا كان المشار إليه بعيدا لحقته كان حرفية؛[1] تتصرف تصرف الكاف الاسمية غالبا[2]، ومن غير الغالب: {ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ} [3].
ولك أن تزيد قبلها لامًا[4]؛ إلا في التثنية مطلقًا، وفي الجمع في لغة من مده[5]، وفيما سبقته "ها"[6]. وبنو تميم لا يأتون باللام مطلقًا[7]. [1] أي: ليست ضميرا؛ لأن اسم الإشارة لا يضاف. [2] فتبنى على الفتح للمخاطب، وعلى الكسر للمخاطبة، وتلحقها علامة التثنية، وميم جمع المذكر، ونون النسوة؛ تقول: ذاك، ذاك، ذاكما، ذاكم، ذاكن. وهذه أشهر اللغات فيها. [3] فتبنى على الفتح لكل أنواع المخاطب، وعلى الكسر لكل أنواع المخاطبة، ولا تلحقها علامة تثنية ولا جمع؛ فإن الكاف في "ذلك" خطاب للمؤمنين، مبني على الفتح، ولم تضم إليها ميم الجمع، و"ذا" إشارة إلى تقديم الصدقة، في قوله -تعالى: {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} . [4] تسمى هذه اللام: "لام البعد"، وتكسر إن كان قبلها ساكن؛ نحو: ذلك؛ تكسر، وقد تسكن فيحذف ما قبلها من ساكن آخر؛ نحو: تلك، وتالك، في تي، وتا. ولا توجد بغير كاف الخطاب؛ ولذلك لا تدخل أسماء الإشارة التي لا تدخلها الكاف. [5] احترز بذلك عن لغة القصر؛ فإن منهم من يأتي باللام؛ كقيس وربيعة؛ قال شاعرهم:
أولى لك قومي لم يكونوا أشابة ... وهل يعظ الضليل إلا أولى لكا
والأشابة: الأخلاط من الناس؛ يريد أن قومه من أب واحد. [6] وتسمى هذه الهاء: هاء التنبيه؛ لأنه يقصد بها تنبيه المخاطب، أو الغافل إلى ما بعدها؛ وهي حرف. ويصح دخول هذه الهاء على اسم الإشارة الخالي من كاف الخطاب؛ نحو: هذا، هذه، هذان، هؤلاء. وقد تجتمع مع الكاف؛ نحو: هذاك، هاتان. وإذا اجتمعا لا يصح مجيء اللام معهما؛ فلا تقول: هذا لك. وتمتنع الكاف إن فصل بين "ها" واسم الإشارة؛ فاصل؛ نحو: هأنذا. وكذلك تمتنع في أسماء الإشارة السبعة التي للمؤنث. [7] أي: لا في مفرد، ولا في مثنى أو جمع. وقد أشار ابن مالك إلى الكاف واللام في البعد وعدمه، فقال: =
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 141