اسم الکتاب : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو المؤلف : الأزهري، خالد الجزء : 1 صفحة : 531
وطائفة من الكوفيين، ثم اختلفوا فقال سيبويه[1] والفارسي[2] وجماعة [3]: إنه كالمفعول به في المعنى، فمعنى "سرت والنيل": سرت بالنيل. وزعم الأخفش، وجماعة من الكوفيين أنه نصب على الظرفية، والواو مهيئة للظرفية، ونظروه بمسألة النصب بعد "إلا" فانتصب الاسم بعد الواو، كما انتصب بعد "إلا"[4]. "لا" النصاب له "الواو، خلافًا للجرجاني" عبد القاهر[5]، ورد بأن الواو لو كانت عاملة لاتصل بها إذا كان ضميرًا، كما في سائر الحروف الناصبة[6]. وإلى هذين المذهبين أشار الناظم بقوله:
312-
بما من الفعل وشبهه سبق ... ذا النصب لا بالواو في القول الأحق
"ولا" الناصب له "الخلاف" أي: المخالفة "خلافًا للكوفيين7" أي: أكثرهم، كما صرح به الموضح في شرح اللمحة، فإنهم ذهبوا إلى أن الناصب للمفعول معه معنوي، وهو مخالفة ما بعد الواو لما قبلها، كما ذهبوا إليه في نصب الظرف إذا وقع خبرًا عن المبتدأ، نحو "زيد عندك"؛ لأن ما بعد الواو لم يصلح أن يجري على ما قبله كـ"قام زيد وعمرو"، فمخالفته له في المعنى انتصب على الخلاف، ورد بأن الخلاف لو كان يقتضي النصب لجاز "ما قام زيد بل عمرًا" بنصب "عمرو"، وذلك لا يجوز "ولا" الناصب له فعل "محذوف" بعد الواو، "والتقدير" في "سرت والنيل" "سرت ولابست النيل، فيكون حينئذ مفعولًا به خلافًا للزجاج8" ورده السيرافي بما يطول ذكره، وإنما قدر فعل الملابسة؛ لأنها أعم الأفعال، إذ لا يتحقق بدونها[9]، ويؤخذ من قوله: والناصب للمفعول معه ما سبقه من فعل، أو شبهه، أن المفعول معه لا يتقدم على عامله، لا يقال: "والنيل سرت"[10]، ولا يتوسط نحو: "سار والنيل زيد"؛ لأن الواو عندهم [1] الكتاب 1/ 297. [2] الإيضاح العضدي 1/ 193. [3] منهم ابن السراج، انظر كتابه الأصول 1/ 209. [4] انظر الارتشاف 2/ 286، وشرح المفصل 2/ 49. [5] انظر شرح ابن الناظم ص206، والتسهيل ص99. [6] انظر المصدرين السابقين.
7 انظر شرح المفصل 2/ 49، والارتشاف 2/ 286، وهمع الهوامع 2/ 220.
8 نظر شرح التسهيل 2/ 249، والارتشاف 2/ 286، وهمع الهوامع 1/ 220. [9] انظر الإنصاف 1/ 248، المسألة رقم 30. [10] انظر الأصول 1/ 211، وشرح التسهيل 2/ 252.
اسم الکتاب : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو المؤلف : الأزهري، خالد الجزء : 1 صفحة : 531