responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 504
فإن "تغير" بمعنى "لم يبق" على حاله. ومثال شبه النفي: "لا يقم أحد إلا زيد"؛ "هل قام أحد إلا زيد"، {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [1].
تنبيهات: الأول: المستثنى عند البصريين -والحالة هذه- بدل بعض من المستثنى منه؛ وعند الكوفيين عطف نسق[2]. قال أبو العباس ثعلب: كيف يكون بدلا وهو موجب ومتبوعه منفي؟ وأجاب السيرافي بأنه بدل منه في عمل العامل فيه؛ وتخالفهما في النفي والإيجاب لا يمنع البدلية؛ لأن سبيل البدل أن يجعل الأول كأنه لم يذكر والثاني في موضعه؛ وقد يتخالف الموصوف والصفة نفيا وإثباتا، نحو: "مررت برجل لا كريم ولا لبيب".
الثاني: إذا تعذر البدل على اللفظ أبدل على الموضوع، نحو: "ما جاءني من أحد إلا زيد"، و"لا أحد فيها إلا زيد"، و"ما زيد شيئا إلا شيء لا يعبأ به"، برفع ما بعد "إلا" فيهن، ونحو: "ليس زيد بشيء إلا شيئا"، بنصبه؛ لأن من والباء لا يزادان في الإيجاب، و"ما" و"لا" لا يقدران عاملتين بعده، كما تقدم في موضعه.
الثالث: أفهم قوله "انتخب" أن النصب جائز، وقد قرئ في السبع: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا

= ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "إلا": حرف استثناء. "النؤي": بدل من الضمير المستتر في "تغير". "والوتد": الواو حرف عطف، "الوتد": معطوف على "النؤي" مرفوع بالضمة.
وجملة "بالصريمة منزل ... " بسب ما قبلها. وجملة "تغير" في محل رفع نعت "منزل".
الشاهد: قوله: "إلا النؤي والوتد" حيث رفع المستثنى، والقياس نصبه لأن الاستثناء تام موجب، وخرج على أن الكلام منفي، وقيل: إن "إلا" هنا حرف بمعنى "لكن" التي للاستدراك.
[1] آل عمران: 135.
[2] قال السيوطي في جمع الجوامع: "وهو بدل عند البصريين بدل بعض من كل؛ لأنه على نية تكرار العامل، وعطف عند الكوفيين، و"إلا" عندهم حرف عطف؛ لأنه مخالف للأول، والمخالفة لا تكون في البدل وتكون في العطف ببل ولا ولكن؛ وأجيب بأن المخالفة واقعة في بدل البعض؛ لأن الثاني فيه مخالف للأول في المعنى، وقد قالوا: مررت برجل لا زيد ولا عمرو؛ وهو بدل لا عطف؛ لأن من شرط لا العاطفة ألا تتكرر؛ وقال ابن الضائع: لو قيل إن البدل في الاستثناء قسم على حدته ليس من تلك الأبدال التي عينت في باب البدل لكان وجها، وهو الحق؛ وحقيقة البدل ههنا أنه يقع الأول ويبدل مكانه؛ وزعم بعض النحويين أن الإتباع يختص بما يكون فيه المستثنى منه مفردا، وهو مردود بقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [النور: 6] فشهداء: جمع، وقد أبدل منه؛ وشرط بعض القدماء لجواز الاتباع وعدم صلاحية المستثنى منه للإيجاب كأحد ونحوه؛ وهو مردود بالسماع؛ فقد قال الله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: 66] , اهـ.
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 504
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست