اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388
وأوله الجمهور على أن التقدير: فإن كان هو، أي: ما نحن عليه من السلامة.
الثالث: وجوب تأخيره عن رافعه، فإن وجد ما ظاهره تقدم الفاعل وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا، وكون المقدم إما مبتدأ كما في نحو: "زيد قام"، وإما فاعلا محذوف الفعل كما في نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [1] ويجوز الأمران في نحو: {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} [2]، {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} [3] والأرجح الفاعلية؛ لما سيأتي في باب الاشتغال، وإلى هذا الثالث الإشارة بقوله:
226-
وبعد فعل فاعل فإن ظهر ... فهو وإلا فضمير استتر
"وبعد فعل" أي وشبهه "فاعل" "فاعل": مبتدأ خبره في الظرف قبله: أي يجب أن يكون الفاعل بعد الفعل "فإن ظهر" في اللفظ، نحو: "قام زيد"، و"الزيدان قاما" "فهو" ذاك "وإلا"، أي: وإلا يظهر في اللفظ "فضمير"، أي: فهو ضمير "استتر" نحو: "قم"، و"زيد قام"، و"هند قامت"؛ لما مر من أن الفعل وفاعله كجزأي كلمة، ولا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها، وأجاز الكوفيون تقدم الفاعل مع بقاء فاعليته، تمسكا بقول الزباء "من الرجز":
355-
ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا [1] التوبة: 6. [2] التغابن: 6. [3] الواقعة: 59.
355- التخريج: الرجز للزباء في أدب الكاتب ص200؛ والأغاني 15/ 256؛ وجمهرة اللغة ص742، 237؛ وخزانة الأدب 7/ 295؛ والدرر 2/ 281؛ وشرح التصريح 1/ 271؛ وشرح شواهد المغني 2/ 912؛ وشرح عمدة الحافظ ص179؛ ولسان العرب 3/ 443 "وأد"؛ ومغني اللبيب 2/ 581؛ وللزباء أو الخنساء في المقاصد النحوية 2/ 448؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 159.
شرح المفردات: السير الوئيد: السير على مهل. الجندل: الصخر.
الإعراب: "ما" اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "للجمال": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "مشيها": فاعل مقدم لـ"وئيدا" على مذهب الكوفيين، ومبتدأ مرفوع على مذهب البصريين، وخبره محذوف، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "وئيدا": حال منصوب. "أجندلا": الهمزة للاستفهام، "جندلا": مفعول به مقدم. "يحملن": فعل مضارع مبني على السكون، والنون ضمير في =
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388