اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 288
والصواب أن الذي في البيت الأول "كابد" -بالباء الموحدة- كما جزم به ابن السكيت في شرح ديوان كثير، اسم فاعل من المكابدة غير جار على فعله؛ إذ القياس مكابد. قال ابن سيده: كابده مكابدة وكبادا: قاساه، والاسم كابد كالكاهل والغارب، وأن كاربا في البيت الثاني اسم فاعل من "كرب" التامة، نحو قولهم: "كرب الشتاء"، أي: قرب، كما جزم به الجوهري وغيره.
الثاني: حكى الأخفش: طفق يطفق كضرب يضرب, وطفق يطفق كعلم يعلم وسمع أيضا: إن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه.
= شواهد المغني 1/ 271؛ ولسان العرب 1/ 712 "كرب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 202؛ ونوادر أبي زيد ص114؛ ولعبد الله بن خفاف في تخليص الشواهد ص336؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص328.
شرح المفردات: كارب: اسم فاعل من "كرب" أي اقترب. وكارب يومه: أي مقترب من يومه الأخير. المكارم: ج المكرمة، وهي خصلة من خصال الكرم. اعجل: لا تتوان.
المعنى: يقول الشاعر مخاطبا ابنه: يا بني إن وصيتي الأخيرة لك هي أن تجيب كل من سألك، وتلبي النداء إلى كل مكرمة.
الإعراب: "أبني": الهمزة حرف نداء، "بني": منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "إن": حرف مشبه بالفعل. "أباك": اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "كارب": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. "يومه": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فإذا": الفاء حرف استئناف. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بجوابه. "دعيت": فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. "إلى المكارم": جار ومجرور متعلقان بـ"دعيت". "فاعجل": الفاء رابطة لجواب الشرط، "اعجل": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت".
وجملة: "أبني ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن أباك ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإذا دعيت فاعجل" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دعيت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "فاعجل" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "كارب يومه" حيث ذهب جماعة من النحاة إلى أن "كارب" اسم فاعل من "كرب" الناقصة التي ترفع اسما وتنصب خبرا، وعليه فإضافة "كارب" إلى "يومه" من إضافة اسم الفاعل إلى ظرفه. وقال جمهور النحاة: إن "كارب" اسم فاعل من "كرب" التامة، وفاعله هو "يومه" فتكون إضافته إليه من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله.
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 288