اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231
وقوله "من البسيط":
185-
لاَ طيبَ لِلعَيشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً ... لذَّاتُهُ بِادِّكَارِ المَوْتِ والهَرَمِ
تنبيهان: الأول: منع ابن معط توسط خبر "ما دام" وهو وهم؛ إذ لم يقل به غيره، ونقل صاحب الإرشاد خلافا في جواز توسط خبر "ليس"، والصواب ما ذكرته.
الثاني: محل جواز توسط الخبر ما لم يعرض ما يوجب ذلك، أو يمنعه؛ فمن الموجب أن يكون الاسم مضافا إلى ضمير يعود على شيء في الخبر، نحو: "كان غلام هند بعلها"، و"ليس في تلك الديار أهلها"؛ لما عرفت، ومن المانع خوف اللبس، نحو: "كان صاحبي عدوي" واقتران الخبر بإلا، نحو: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً} [1] وأن يكون في الخبر ضمير يعود على شيء في الاسم، نحو: "كان غلام هند مبغضها"؛ لما عرفت أيضا.
"تقدم أخبار الأفعال الناقصة":
"وَكُلٌّ" أي: كل العرب، أو النحاة "سَبْقَهُ"، أي: سبق الخبر "دَامَ حَظَر" أي: منع،
185- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 242؛ وتخليص الشواهد ص241؛ والدرر 2/ 69؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص140؛ وشرح عمدة الحافظ ص204؛ والمقاصد النحوية 2/ 20؛ وهمع الهوامع 1/ 177.
اللغة وشرح المفردات: منغصة: مكدرة. ادكار: تذكر. الهرم: الشيخوخة.
المعنى: يقول: إن الإنسان لا يطيب له عيش إذا كان كثير التذكر للموت، والتفكر للموت، والتفكر بالشيخوخة، فإن ذلك ينغص حياته ويبعث في نفسه اليأس والمرارة.
الإعراب: لا: النافية للجنس. طيب: اسم "لا" مبني على الفتحة الظاهرة. للعيش: اللام حرف جر، "العيش": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". ما: حرف مصدري. دامت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. منغصة: خبر "ما دام" منصوب بالفتحة. لذاته: اسم "ما دام" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بادكار: الباء حرف جر، و"ادكار": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"منغصة"، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والهرم: الواو حرف عطف، "الهرم": معطوف على "الموت" مجرور بالكسرة.
وجملة "لا طيب للعيش ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ما دامت منغصة لذاته" حيث قدم خبر "ما دام"، وهو "منغصة" على اسمها، وهو "لذاته". [1] الأنفال: 35.
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231