responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
فإن لم تكن الواو للمصاحبة نصاً كما في نحو: "زيد وعمرو مجتمعان" لم يجب الحذف، قال الشاعر "من الطويل":
159-
تَمَنَّوْا لي الْمَوْتَ الَّذِي يَشْعَبُ الفَتْى ... وَكلُّ امْرئ والْمَوتُ يَلْتَقِيْانِ

= خبرا عن المبتدأ لا يستحق الرفع لفظا حتى ينقل إلى ما بعده، بل يكون منصوبا لفظا على الظرفية مرفوعا محلا لقيامه مقام الخبر، نحو: "زيد معك"، كما تقول: "زيد عندك" اهـ كلامه، ورد قوم ما ذهب إليه الكوفيون بأن كون الشيء بمعنى الشيء لا يستلزم أن يكون شأنهما واحدا من حيث الإعراب، وكلام المحقق الرضي في الواقع بيان للفرق بين الواو ومع في الاستعمال.
وأما عن الخلاف الثاني فإنا وجدنا النحاة قديمهم وحديثهم يذكرون هذا الموضع مما يجب فيه حذف الخبر، ويعللون للحذف ولوجوبه بما ستسمع، ولكن المحقق الرضي وقف من هذا الموضع موقف المتشكك الحائر، ثم استظهر في آخر بحثه أن هذا الموضع مما يغلب فيه حذف الخبر، وليس مما وجب فيه حذفه، قال: "وقال البصريون الخبر محذوف، أي: كل رجل وضيعته مقرونان، وفيه أيضا إشكال، إذ ليس في تقديرهم لفظ يسد مسد الخبر فكيف حذف وجوبا، وإنما قلنا ذلك لأن الخبر مثنى، فمحله بعد المعطوف، وليس بعد المعطوف لفظ يسد مسد الخبر، ولو تكلفنا وقلنا: التقدير كل رجل مقرون وضيعته، أي هو مقرون بضيعته, وضيعته مقرونة به، كما تقول: زيد قائم وعمرو، ثم حذف "مقرون" وأقيم المعطوف مقامه، لبقي البحث في حذف خبر المعطوف وجوبا من غير ساد مسده، ويجوز أن يقال عند ذلك: إن المعطوف أجري مجرى المعطوف عليه في وجوب حذف خبره؛ هذا، والظاهر أن حذف الخبر في مثله غالب لا واجب" اهـ، وقد تكلم ابن قاسم في الرد على ما ذكر الرضي كلاما ليس من شأننا أن نحكيه؛ لأننا لا نقره ولا نوافق عليه، فارجع إليه إن شئت في حواشي الصبان، ومما ذكر فيه الخبر ما حكاه الرضي من قول علي رضي الله عنه: "فأنتم والساعة في قرن".
159- التخريج: البيت للفرزدق في شرح التصريح 1/ 180؛ والمقاصد النحوية 1/ 543؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص211؛ وخزانة الأدب 6/ 283.
شرح المفردات: يشعب: يصدع ويفرق.
المعنى: يقول: تمنوا لي الموت، وإن حدث فذلك شأن كل إنسان حي.
الإعراب: "تمنوا": فعل ماض، والواو: فاعل، والألف فارقة. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"تمنوا". "الموت": مفعول به منصوب. "الذي": اسم موصول في محل نصب نعت "الموت". "يشعب": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "الفتى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. "وكل": الواو حرف استئناف، و"كل": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "امرئ": مضاف إليه مجرور. "والموت": الواو حرف عطف، "الموت": معطوف على "كل" مرفوع. "يلتقيان": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل.
وجملة: "تمنوا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يشعب ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "كل امرئ ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يلتقيان" في محل رفع خبر المبتدأ. =
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست