اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 175
أما "زعم" فلا تدل إلا على الرجحان في الخبر، ولا تدل إلا على الرجحان في الخبر، ولا تدل على اليقين، ومنه قول الله عزّ وجلّ ? قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ? [الجمعة: 6] ، ومنه قوله سبحانه ? زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ? [التغابن: 7] ، وأكثر ما تتعدى به "زعم" أن تكون داخلة على "أنَّ" واسمها وخبرها، أو على "أنْ" وما يتلوها من مصدر أو ما يؤول بمصدرٍ بعدها، هذا أكثر ما يجئ الفعل زعم، وقد ورد ناصبًا لمفعولين ليس فيهما لا "أنْ" ولا "أنَّ"، ومنه قول الشاعر:
زعمتني شيخًا وليستُ بشيخٍ إنما الشيخ من يدب دبيبً
" زعمتني شيخًا "، الياء مفعول به أول، و"شيخًا" مفعول به ثاني.
أما "وجد" فهي أحيانًا تكون قلبية، وأحيانًا بمعنى عثر على ضالته، يعني وجدها، وأحيانًا تكون بمعنى حقد عليه، "وجد على فلانٍ" يعني حقد عليه، فإذا كانت بمعنى حقد فهي ما تتعدى إلى شيءٍ، لا تنصب أصلا مفعول به، وإن كانت بمعنى عثر على ضالته فهي تنصب مفعولا به واحد، تقول "وجد محمدٌ بعيره"، أو "قلمه" أو "كتابه"، وأما في هذا الباب فإنها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، في قول الله عزّ وجلّ ? وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ? [الكهف: 53] ، من أي الأنواع هذه؟ هذه من مثل قولك "وجد فلانٌ ضالته".
أما ورودها ناصبةً لمفعولين فنحو قول الله عزّ وجلّ ? تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ? [المزمل: 20] ، ? تَجِدُوهُ ? مفعول به أول، و ? خَيْرًا ? مفعولٌ به ثاني.
اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 175