اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 173
فنبدأ أولا بـ"ظنّ"، "ظنّ" الكثير والغالب فيها أن تدل على الرجحان في الخبر، من شواهدها قول الله عزّ وجلّ ? وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ? [هود: 27] ، "ظنّ" هنا دالة على الرجحان في الخبر، والكاف مفعول به أول، و ? كَاذِبِينَ ? مفعولٌ به ثان. أما ورودها دالة على اليقين في الخبر ـ وهذا قليل، فالغالب فيها أن تدل على الرجحان ـ فنحو قول الله عزّ وجلّ ? وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ?45? الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ?46? ? [البقرة:45، 46] ، هؤلاء الخاشعون متيقنون بأنهم ملاقون الله سبحانه وتعالى، فليس مترجحًا عندهم، بل هو يقين، ولذلك خشعوا في صلاتهم، ? وَإِنَّهَا ? يعني الصلاة، ? وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ?45? الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ?46? ?، أين مفعولاها؟ "أنّ" وما دخلت عليه سدّت مسدّ المفعولين، بعضهم يرى أن "أنّ" وما دخلت عليه مفعول به أول، والمفعول به الثاني مقدر، فيكون التقدير في هذه الآية الكريمة "يظنون ملاقاة ربهم حاصلة"، وهكذا انهجوا هذا النهج في كل ما ورد في باب "ظنّ" وأخواتها "أنّ" وأخواتها فإنه يمكن أن تؤولها بمصدر فتجعلها كافية أو سادة مسد المفعولين، أو تقول لا، هذا مصدر وهو المفعول به الأول والمفعول به الثاني مقدر.
اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 173