اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 112
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
"تأتي" هنا مسبوقٌ بواو المعية، وواو المعية مسبوقة بقوله "لا تنه" وهذه أيضًا مسبوقة بالطلب، مما يذكرون في هذا الباب يقولون "لا تأكل السمكة وتشربَ اللبن" أو "وتشربُ اللبن" أو "وتشربْ اللبن"، يجوز لك الأوجه الثلاثة، "لا تأكل السمك وتشرب اللبن"، يجوز في كلمة "تشرب" ثلاثة أوجه، إن قلت "لا تأكلِ السمك وتشربُ اللبن"، فأنت حينئذٍ نهيته عن أكل السمك وأجزت له شرب اللبن، هذه الصورة الأولى، الصورة الثانية "لا تأكلِ السمك وتشربِ اللبن"، باعتبار أنك حركتها هنا لالتقاء الساكنين، وأصلها "تشربْ" بالسكون، معنى هذا أنك حرّمت عليه أكل السمك وشرب اللبن، أما قولك
"لا تأكل السمك وتشربَ اللبن" فالواو للمعية، يعني يجوز لك أن تأكل السمك وحده أو تشرب اللبن وحده، لكن الممنوع هو الجمع بينهما، وانظر بارك الله فيك إلى هذه الدقة في هذه الحركات الثلاث، مرة منعه من أكل السمك وأجاز له شرب اللبن لما تكون مرفوعة، لأنها تكون واو استئنافية ويكون تقدير الكلام "ولك شرب اللبن"، ومرة منعه من الاثنين فقال له "لا تأكلِ السمك وتشربِ اللبن"، يعني لأنه جزم الأول وجزم الثاني بالعطف، عطفه على الحكم الأول، ومرة أجاز له أكل السمك وحده أو شرب اللبن وحده، والذي منعه هو أن يجمع بينهما، وذلك إذا جعلت الواو للمعية، هذا مما يُقال في هذا الجانب.
اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 112