في انتصاب (سِرّاً) مع الفعل (واعد) ستة أوجه ذكرها العلماء[1]، وقدّروا في بعضها مفعولاً محذوفاً وهو لا تواعدوهنّ نكاحاً سراً:
الأول: أنه مفعول ثانٍ للفعل (واعد) .
والثاني: أنه حال من فاعلِه أي لا تواعدوهنّ مستخفين.
الثالث: أنه نعت مصدر محذوف والتقدير: لا تواعدوهنّ مواعدةً سرّاً.
الرابع: أنه حال من ذلك المصدر المحذوف مع جعل المصدر معرفه والتقدير: المواعدة مستخفية.
الخامس: أنه منصوب على الظرفية أي في سرٍّ.
السادس: أن يكون منصوباً على نزع الخافض والتقدير على سرٍّ، وذلك عند من فسّر السر بالجماع، ذكر هذا المنتجب، وابن هشام، وعزاه للأخفش[2].
وقال تعالى: {وإنْ كُنْتُم مَّرْضى أوْ عَلى سَفَرٍ أوْ جاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الغائِطِ أوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيداً طَيِّباً} [3].
الفعل: (تَيَمَّمَ) سمع من العرب متعدياً بنفسه قال خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ:
تَيَمَّمْتُ كَبْشَ القَوْمِ حَتَّى عَرَفْتُهُ ... وَجانَبْتُ شُبَّانَ الرِّجالِ الصَّعالِكا
فإنْ تَكُ خَيْلِي قَدْ أُصيبَ صَميمُها ... فَعَمْداً عَلى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا4 [1] ينظر: معاني القرآن للزجاج:1/313والتبيان:188،والفريد:1/477،والبحر:2/522، الدر المصون: 2/483. [2] الفريد:1/477، ومغني اللبيب: 190، 681. [3] النساء 43، والمائدة: 6.
4 بيتان من الطويل وهما في ديوانه (ضمن شعراء إسلاميون) : 484، وفي الأغاني 2/290، والحماسة البصرية:1/101، والخزانة: 5/440، مع اختلاف يسير في الرواية.