اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 59
فأمَّا قوله1:
إن تَكُ ذا بَزٍّ فإن بَزِّي ... سابغةٌ فوقَ وأًى إِوَزِّ2
فيمكن أن يكون "فِعَلًّا"[3]، والهمزة فيه أصلية، وذلك قليل. ويمكن أن يكون "إوزٌّ" اسمًا وصف به، لما فيه من معنى الشدة[4].
وعلى أَفعِل: ولم يجئ أيضًا إِلَّا اسمًا -وهو قليل- نحو: أَصْبع[5].
وعلى أَفعُل: ولا يكون في الأسماء والصفات، إِلَّا أن يُكسَّرَ عليه الواحد للجمع. فالاسم نحو: أكلُب. والصفة نحو: أعبُد.
فأمَّا أَذرُح[6] وأَسنُمَة[7] فعَلَمَان، فلا يثبت بهما بناء؛ لأنَّ العلم أكثر ما يجيء منقولًا. بل من الناس من أنكر أن يجيء مرتجلًا. فإذا كان العَلَم كما وُصف احتَملا أن يكونا منقولين من الفعل، فيكون أذرُح فِعلًا في الأصل، ثم سمي به. وكذلك أسنُمة. كأنه "أسنُمُ" في الأصل، ثم سمي به.
فإن قلتَ: لو كان منقولًا من الفعل لما دخلت عليه تاء التأنيث، لأنَّ التاء لا تدخل على الفعل المضارع[8]. فالجواب أنه لما انتقل من الفعلية إلى الاسمية ساغ دخول التأنيث عليه. والدليل على ذلك قولهم: اليَنْجَلِبةُ، في اسم الخَرَزَة، لأنها يُجلب بها الغائب، [[8]أ] وهي فعل في الأصل؛ لأنها[9] على وزن الفعل المختص. ولكن لما انتقلت إلى الاسمية[10] ساغ دخول التاء عليها.
وحكى الزبيدي[11] أصبُع وأَنْمُلَة. فإن ثبت النقل بهما لم يكن في ذلك استدراك على سيبويه؛ لأنه قد حكي فيه أُصبُع وأُنملُة، بضم الهمزة[12]. فيمكن أن يكون الفتح تخفيفًا،
1 أنشده ابن الأعرابي. الخصائص 3: 217.
2 البز: السلاح. والسابغة: الدرع الطويلة. والوأى: الفرس السريع. والإوز: القصير الغليظ. [3] م: فعلّ. [4] انظر الخصائص 3: 217. [5] زاد في حاشية ف بخط أبي حيان: وأبزِن وهو شيء يتخذ للماء من صُفر. [6] أذرح: اسم موضع. [7] أسنمة: اسم موضع. [8] سقط من م. [9] سقط من م. [10] م: الأسماء. [11] أبو بكر محمد بن الحسن الإشبيلي النحوي اللغوي. كان واحد عصره في النحو، وتوفي سنة 379. بغية الوعاة 1: 84. وانظر الاستدراك على سيبويه ص7. [12] سقط "لأنه قد حكى فيه أصبع وأنملة بضم الهمزة" من م. وفي حاشية ف بخط أبي حيان: "قال ابن جني: حكى بعضهم: أصبُع في إصبع. فإن صح ذلك فقد شذ عن سيبويه. أفادنيه شيخنا الرضيّ".
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 59