اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 58
وعلى إِفْعِل: ولم يجئ إِلَّا اسمًا نحو: إِثْمِد[1] وإِصبع.
وعلى أُفْعُل: ولم يجئ أيضًا إِلَّا اسمًا -وهو قليل- نحو: أُبلُم[2].
فأمَّا قولهم[3]: شحمٌ أُمهُجٌ، أي: رقيق، فيمكن أن يكون محذوفًا من أُمْهُوج كأُسكوب؛ لأنه قد سُمِع ذلك فيه، ووُجِد[4] بخط أبي عليّ، عن الفرّاء[5]: لبنٌ أُمهوجٌ. فيكون أُمْهُجٌ مقصورًا منه للضرورة، إذ لم يُسمع إِلَّا في الشعر؛ أنشد أبو زيد6:
يُطعِمُها اللَّحم وشَحمًا أُمهُجا
وأيضًا فإن الأُمهُج اسم لدم القلب، فيكمن أن يكون قولهم "شُحمٌ أُمهُجٌ" مما وصف فيه بالاسم الجامد، لما فيه من معنى الصفاء والرقة، كما يوصف بالأسماء الضامنة لمعنى الأوصاف. ونحوٌ من ذلك ما أنشده أبو عثمانَ من قول الراجز7:
مِئبَرة العُرقُوبِ إِشفَى الِمرفَقِ
فوصف بـ"إشفى" وهو اسم، لما فيه من معنى الحِدَّة. وقول الآخر8:
فلولا الله والمُهرُ المُفَدَّى ... لأُبتَ وأنتَ غِربالُ الِإهابِ
كأنه قال: مُخرَّق الإهاب.
وعلى إِفْعَل: ولم يجئ إِلَّا اسمًا، نحو: إصْبَع وإِبْرَم[9]. [1] الإثمد: حجر يكتحل به. [2] الأبلم: خوص المقل. [3] علق عليه أبو حيان في حاشية ف بما يلي: "قال ابن جني: المهجة: خالص النفس. ومنه قيل: لبن أمهجان وأمهج وماهج، للخالص. وقال هميان بن قحافة:
وعَرضُوا للجَلْسِ مَحضًا ماهجًا
أي: لبنًا خالصًا. ووجدت بخط أبي علي عن الفراء: لبن أُمهوج. وحكي عن أبي زيد: لبن أُمهج. وأُفعل في الصفات عزيز، قليل جدًّا". وانظر اللسان "مهج". [4] انظر الخصائص 3: 194، 195. [5] هو أبو زكرياء يحيى بن زياد الديلمي، شيخ الكوفيين في عصره في النحو واللغة والتفسير. توفي سنة 207. تاريخ بغداد 14: 152.
6 في الخصائص 3: 194.
7 في الخصائص: 2: 221 و1953 والمخصص 1: 81 و15: 106. والمئبرة من الإبرة. والإشفى: مخرز الإسكاف، يهجو امرأة. وأبو عثمان هو بكر بن محمد المازني، نحوي لغوي توفي سنة 249. بغية الوعاة 1: 463.
8 في الخصائص 2: 221 و195 واللسان "غربل". ونسبه محقق كتاب الخصائص إلى حسان بن ثابت يخاطب الحارث بن هشام. انظر الوحشيات ص8 والأغاني 17: 116 و20: 123 ومعجم الشعراء ص270 والعينى3: 14 والإهاب: الجلد. [9] إبرم: اسم موضع.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 58