responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 479
ولم يُدغِم[1]؛ لأنَّ التخفيف عارض والأصل الحركة.
وتقول في2 "فَعِلان" من "حَيِيتُ": "حَيِيانٌ". ولم تُدغِم؛ لأنه لا يخلو أن تَعتدَّ بالألف والنون أو لا تَعتدَّ. فإن اعتددتَ[3] لم تُدغِم لخروج البناء بهما[4] عن شَبه الفعل. وإن لم تعتدَّ لم تُدغِم أيضًا، كما كان لا يُدغَم لو ذَهبتِ الألف والنون[5].
وزعم ابن جنِّي[6] أنَّ الإدغام هو الوجه، قياسًا على "فَعِلان" من "رَدَدْتُ". ولا حُجَّة فيه؛ لأنَّ "رَدَّان" إذا لم يُعتدَّ فيه بالألف والنون جاز الإدغام بخلاف7 "حَيِيان"، فبُنِي الإدغام على ترك الاعتداد.
فإن سَكَّنتَ تخفيفًا أَدغمتَ فقلت: "حَيَّان". وذلك أنَّ المِثلين إذا التقيا، وكان الأوَّلُ منهما ساكنًا، لزم إدغام الأوَّل في الثاني، كانت الكلمة على وزن الفعل أو لم تكن، وكان المثالان حرفي عِلَّة[8] أو لم يكونا.
وتقول في "فَيعِلان" منه[9]: "حَيَّانٌ. والأصل "حَيْيِيانٌ"، فحذفتَ المتطرِّفة لاستثقال ثلاث ياءات في الطرف؛ لأنَّ الألف والنون لا يُعتدُّ بهما[10]، كما لا يُعتدُّ بتاء التأنيث. فكما أنك لو بنيتَ مثل "فَيْعِلة" من "حَيِيتُ" لقلت: "حَيَّةٌ"، فتحذف فكذلك هذا.

[1] ف: ولم تدغم.
2 المنصف 2: 287.
[3] م: اعتد.
[4] ف: بها.
[5] في حاشية ف بخط أبي حيان أن ابن مالك علَّق عليه بقوله: "هذا عجب. رجلٌ حَي، يجوز فيه الإدغام فتقول: حيّ. وكذلك عي وعيٌّ. وهو بمنزلة حَيِيَ الرجل فهو حيّ، وقد ذكره قبل. وذكر في أحيّة وأعيّة وأحيّاء الإدغامَ والإظهارَ، والتاء والهمزة للتأنيث يبعدان عن شبه الفعل. ولم يذكر سيبويه إِلَّا الإدغام أوَّلًا كما حكيت عنه قال: ومن قال حيي قال: قَوُوان وحَيِيان".
[6] المنصف 2: 287.
7 في حاشية في بخط أبي حيان أنَّ ابن مالك علَّق عليه بقوله: "خطأ. يجب فيه الإدغام؛ لأنَّ فعِلًا من المضاعف لا يجوز فيه إِلَّا الإدغام في الفعل والاسم. [وقوله] : بخلاف حييان، قول طريف. حييان هو الذي يجوز فيه الإدغام ولا يلزم. وهذه المسألة من أوَّلها إلى آخرها لا يَفهم منها شيئًا إن شاء الله. وقول ابن جنِّي ضعيف لا بما ذكره. لكن فعِل بكسر العين في المضاعف من غير الياء يدغم، وفي الياء يجوز الوجهان. وذكر سيبويه أنَّ الإظهار أكثر في كلامهم".
[8] كذا. وانظر ص291 و308-309.
[9] المنصف 2: 283-284. والمصوغ منه هناك هو: حويت.
[10] في حاشية ف بخط أبي حيان أنَّ ابن مالك علَّق عليه بما يلي: "قد يعتدّ بكلِّ واحدةٍ منهما. وقد قالوا: طيلِسان، بكسر اللام، وليس في الصحيح فيعِل بكسر العين. ولذلك لا يجوز ترخيمه في لغة من يقول يا حارُ. وقد قالوا: ترجُمان وضيمُران. وصحَّ عُنفوان وأفعوان ... ".
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست