اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 441
فالموضع الذي تُظهر فيه خاصَّةً إذا كان بعدها هاء أو همزة أو حاء أو عين[1]، نحو: مِنها ويَنأى ومِنحار ومِنْعَب[2].
والموضع الذي تُظهر فيه وتَخفى إِذا وقعت بعدها الغين أو الخاء، نحو: مُنْغَلّ[3] ومَنْخُل.
والموضع الذي تُدغم فيه إذا كان بعدها حرف من حروف "ويرمل".
والموضع الذي تُقلب فيه إذا كان بعدها باء.
والموضع الذي تَخفى فيه إذا كان بعدها حرف من سائر حروف الفم الخمسةَ عَشَرَ.
فأُدغمت في خمسة الأحرف المتقدِّمَة الذكر لمقاربتها لها: أمَّا مقاربتها للرَّاء واللام ففي المخرج[4]. وأمَّا مقاربتها للميم ففي الغُنَّة، ليس حرف من الحروف له غُنَّة إِلَّا النون والميم. ولذلك[5] تُسمع النون كالميم، ويقعان في القوافي المُكْفأة فلا يكون ذلك عيبًا، نحو قوله6:
ما تَنقِمُ الحَربُ العَوانُ مِنِّي؟ ... بازِلُ عامَينِ, حَدِيثٌ سِنِّي
لِمِثل هذا, وَلَدتْنِي أُمِّي
وأمَّا مقاربتها للياء والواو؛ فلأنَّ في النون غُنَّة تُشبِه[7] اللِّين في الياء والواو؛ لأنَّ الغُنَّة فضلُ صوت في الحرف كما أنَّ اللِّين كذلك. وهي[8] من حروف الزيادة كما أنَّ الياء والواو كذلك, وتزاد في موضع زيادتهما. تقول: عَنسَل وجَحَنفَل ورَعْشَن، كما تقول: كَوثَر وصَيقَل وجَدوَل وعِثْيَر وتَرقُوة وعِفْرِية. وأيضًا فإنها قد أُدغمت فيما قارب الواو في المخرج -وهو الميم- وفيما هو على طريق الياء. وهو الراء؛ ألا ترى أنَّ الألثغ بالراء يجعلها ياء؟ فأُدغمت [النون] في الياء [1] م: أو عين أو حاء. [2] المنعب: الفرس الجواد يمد عنقه كالغراب. [3] في المقتضب: "مُنْغُل". وهو لغة في مُنخل. والمنغلّ من مصدر انغلّ. [4] علق عليه أبو حيان في حاشية ف بما يلي: "لا يعرف في اللغة كلمة فيها نون ساكنة بعدها راء ولا لام. فلم يقولوا مثل: قنر وعنل. وسبب ذلك أنَّ الساكنة فيها غُنَّة، وهي تقارب الحرفين جِدًّا. فلمَّا تقاربت في المخرج، واختلفت في الصفة، ثقل الجمع بينها" وانظر ص446. [5] سقط من النسختين حتى نهاية الرجز، وألحقه أبو حيان بحاشية ف نقلًا عن خط المصنف.
6 الرجز لأبي جهل وينسب إلى الإمام علي. ديوان الإمام علي ص192 والجمهرة ص616 والمغني ص46 و759 وشرح شواهده ص960 وشرح أبياته 1: 254 وسيرة ابن هشام 1: 634 ومجمع الزوائد 6: 77 ومعجم الأدباء 5: 110. واللسان "بزل" و"عون" والتاج "عون" والعقد الفريد 6: 310 وإنباه الرواة 2: 371 والكامل ص810 والمقتضب 1: 218. وتنقم: تعيب وتكره. والعوان: المتكررة المتتابعة. والبازل: البعير دخل في السنة التاسعة. وبازل عامين أي: مر عليه بعد بزوله عامان. يعني أنه مستجمع الشباب مستكمل القوة. [7] م: يشبه. [8] سقط من النسختين حتى قوله: "كما أدغمت في الميم والراء"، وألحقه أبو حيان بحاشية ف. وانظر المقتضب 1: 219.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 441