اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 174
وتَشَيَّطَ فليس في قوَّة تَدَهقَنَ وتَشَيطَنَ[1]؛ لأنَّ أبا عليٍّ[2] قد دفعهما من طريق الرواية[3].
فإذا جاءت النون بعد ألف زائدة، فيما لا تَعرف له اشتقاقًا[4]، بالشرطين المذكورين، فاقضِ بالزيادة حَملًا على الأكثر. وكذلك تَفعل إذا احتَملَتِ الكلمةُ اشتقاقين، تكون[5] في أحدهما أصليَّة، وفي الآخر زائدة. فينبغي[6] أن تحمله على الذي تكون فيه زائدة، حملًا على الأكثر، نحو: "دُكَّان"[7]. فإنه يحتمل أن يكون مشتقًّا من: دَكَنتُه أَدكُنُه دَكْنًا، إذا نَضَدتَ بعضَه فوق بعض، فتكون نونه أصليَّة. ويحتمل [8] أن يكون مشتقَّا[9] من قولهم: أَكمةٌ دَكَّاءُ، إذا كانت مُنبسطة، وناقةٌ دَكَّاءُ إذا كان سنامها مفترِشًا في ظهرها، فتكون نونه زائدة. لكنَّ الذي ينبغي أن يُحمل عليه هذا الاشتقاقُ الآخر، لما ذكرناه من الحمل على الأكثر.
وأمَّا النون إذا وقعت ثالثة ساكنة، غير مُدغَمة[10]، في كلمة على خمسة أحرف، نحو: جَحَنفَل وعَبَنقَس[11]، وأمثال ذلك، فإنه ينبغي أن تَقضي عليها[12] بالزيادة، وإن لم تعرف[13] للكلمة اشتقاقًا ولا تصريفًا؛ لأنَّ كلَّ ما عُرف[14] له اشتقاقٌ أو تصريف من ذلك وُجدت النون فيه زائدة، فيُحملُ[15] ما لم يُعرف اشتقاقه على ما عُرف اشتقاقه.
فما عُرف اشتقاقه فوُجدت النون فيه زائدة: جَحَنفَل وجَرَنفَش[16]؛ لأنَّ الجحنفل: الكثير، والجحفل: الجيش الكثير. فهما بمعنى واحد. والجحنفل أيضًا: العظيم الجحفلة[17]. فهو [1] ف: تشيطن وتدهقن. [2] ف: أباكا. [3] انظر المنصف 1: 135. [4] م: لا يعرف له اشتقاق. [5] م: يكون. [6] م: ينبغي. [7] انظر المنصف 1: 135. [8] م: ومحتمل. [9] وهذا قول الأخفش، رواه عنه الأشنانداني. المنصف 1: 135. [10] أراد بالمدغمة نحو: عجنّس. فالنون المدغمة مكررة من أصل. انظر ص175 و176. وسقط "غير مدغمة" من م. [11] العبنقس: السيئ الخلق. [12] م: عليهما. [13] م: وإن يعرف. [14] م: ما علم. [15] م: فحمل. [16] الجرنفش: الرجل الضخم، وهو في م بالسين، وفي ف بالسين والشين معًا. [17] الجحفلة: مشفر البعير. وفي حاشية ف عن الزبيدي أن الجحنفل هو العظيم الشفة. انظر ص35 من الاستدراك على سيبويه.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 174