responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 130
وأمَّا ما تبلغ منه مُرادك، بأن[1] يصير إلى مثل حال الفاعل الذي يصحّ منه الفعل، فنحو قولك: قَطَعتُ الحبلَ فانقطَعَ وكَسرتُ الحُبَّ[2] فانكسرَ؛ ألَا ترى أنَّ الحبلَ والحُبَّ لا يَصِحُّ منهما الفعل؛ لأنه لا قُدرة لهما. فإِنما[3] أردتَ ذلك منهما، فبلغتَه بما أحدثته أنت فيهما، لا أنهما[4] تَوَلَّيا الفعل؛ لأنَّ الفعل لا يَصحُّ من مثلهما. ومن ذلك قوله5:
[لا خُطْوتِي تَتَعاطَى غَيرَ مَوضِعِها] ... ولا يَدِي, في حَمِيتِ السَّمنِ[6] تَندَخِلُ
هو مطاوع "أدخَلتُه". وهو من باب: انقطَعَ الحبلُ؛ لأنَّ اليد لا تكون فاعلة، إِنما هي آلة يُفعل بها.
قال المبرّد[7]: وقد يكونُ "انفَعَلَ" لغير مطاوعة، فيكون فِعلًا للفاعل على الحقيقة، نحو: انطلَقَ عبد الله وليس على فعلتُه.
واعلم أنَّ "انفَعَلَ" إنّما أصله من الثلاثيّ، ثمّ تلحقُه الزّيادتان من أوّله، نحو: قَطَعتُه فانقطعَ وسَرَحتُه فانسَرحَ[8]. ولا يكاد يكون "فَعَلَ" منه[9] إِلَّا متعدّيًا، حتّى تُمكِنَ المطاوعةُ والانفعال؛ ألا ترى أنَّ "قَطَعتُه" و"كَسَرتُه"[10] متعدّيان. قال أبو عليّ: وقد جاء "فَعَلَ" منه غيرَ متعَدّ، قال الشاعر11:
وكَم مَنزِلٍ لَولايَ طِحتَ كَما هَوَى ... بأجرامِهِ, مِن قُلَّةِ النِّيقِ, مُنهَوِي
وإِنّما هو مطاوع "هَوَى" إِذا سقط، وهو[12] غيرُ متعدّ كما ترى. وجاء في هذه القصيدة "مُنغوِي"[13]. قال أبو علي: إِنّما بَنى من "غَوَى" و"هَوَى" مُنْفَعِلًا، لضرورة الشعر.
ويجوز عندي أن يكونَ "مُنغَوٍ" و"مُنهَوٍ" مطاوعين لـ"أَغوَيتُه" و"أَهوَيتُه"، فيكونَ مثل: أَدخَلتُه

[1] م: فأن.
[2] في حاشية ف: الحب: الخابية.
[3] المنصف: وإنما.
[4] م: لا أنه.
5 الكميت. ديوانه 2: 13 وأدب الكاتب ص456 والمحتسب1: 296 والمنصف 1: 72 واللسان والتاج "دخل". وفي حاشية ف: الحميت: الزق.
[6] كذا رواية ف وفوقها "صح". م: "القوم". والمشهور: السَّكْنِ.
[7] سقطت الفقرة من النسختين، وألحقها أبو حيان بحاشية ف. وانظر المقتضب1: 76.
[8] م: سرجته فانسرج.
[9] م: منه فعل.
[10] م: كسّرته.
11 يزيد بن الحكم الثقفي. الكتاب 1: 388 والخصائص 2: 259 والمنصف 1: 72 والأمالي 1: 68 والسمط ص238 والأغاني 11: 100 والإنصاف ص691 والعيني 3: 262 والكامل ص1097 والخزانة 1: 496 و 430:2 وأمالي ابن الشجري 2: 212 والهمع 2: 33. وطحت: سقطت وهلكت. والقلة: أعلى الجبل. والنيق: أرفع موضع في الجبل.
[12] المنصف: وهوى.
[13] في ف والمنصف: منغو.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست