ووَرِعَ يَرعُ، لم يُرْوَ فيها الفتحُ. ونحو: فَضِلَ يَفْضُلُ، يُرْوَى فيها الضمُّ، وهو شاذ [13] .
وأمّا "فَعُلَ "، بضمِّ العينِ، فمضارعه بالضمِّ لا غير [14] ، كـ: كَرُمَ يَكْرُمُ، وشَرُفَ يَشْرُفُ، ولا يتعدَّى في هذا الباب إلا قَوْلُهُمْ: رَحُبَتْكَ الدَّارُ [15] .
= وأمّا: وَسِع يَسَع ووَطِىءَ يَطَأُ، فقالوا: هما في الأصل فَعِل يَفْعِل، إلا أنهم ردّوهما إلى الفتح لمكان حرف الحلق ". (نزهة الطرف 9) .
وذكر ابن عصفور أنّ هذه الأفعال التي ماضيها فَعِلَ ومضارعها يَفْعِلُ - بكسر العين فيهما - شاذة، وأضاف إليها: وَعِم يَعِم - بمعنى: قال انعمي، - و: وَغِمَ يَغِمُ - بمعنى حَقَد-، و: وَحِرَ يَحِر- بمعنى حَقَد ووَغَرَ-، و: وَغِرَ يَغِرُ. وعلق على:
وَسِعَ يَسَعُ ووَطِىءَ يَطَأ كتعليق الميداني في نزهة الطرف / 9.
(الممتع 1 / 176 - 177، وانظر شرح الشافية 1 / 135 - 136، المزهر 2 / 37 - 38) . [13] في القاموس المحيط: "وأما فَضِلَ كعَلِمَ يَفْضلُ كيَنْصُرُ فمركبة منهما".
وذكر ابن عصفور هذا الفعل وعده شاذّاً أيضاً، وأضاف إليه: نَعِمَ يَنْعُمُ، وحَضِرَ
يَحْضُرُ، ومِتَ تَمُوتُ - في لغة من يكسر الميم، ودِمْتَ تَدُومُ. (الممتع 1 / 177) .
أما ابن الحاجب فعد فَضِلَ يَفْضُل ونَعِمَ يَنْعُمُ من التداخل، وأضاف الرضيّ ما ذكره
ابن عصفور. (شرح الشافية 1 / 136) . [14] ذكر الرضي أنّ فَعُل يَفْعُلُ قياس لا ينكسر إلا في كلمة واحدة وهي كُدْتَ - بالضمّ -
تَكَادُ - بالفتح - وهو شاذّ. المنصف 1 / 189، وشرح الشافية 1 /38 1) . [15] حاشية: (وأمّا قولهم: رَحُبَتْكَ الدارُ، متعدياً إلى المفعول الذي هو الكاف، فشاذّ،
وإن كان في الحقيقة ليس بمتعدٍّ بنفسه، بل بواسطة حرف الجر، لأن أصلها:
"رَحُبَتْ بِكَ الدارُ". فلكثرة استعمالها حذفت الباء تخفيفاً) 0 انظر شرح الشافية
1 / 75، وانظر: شرح الأشموني 4 / 241، "إذ ذكر أنه لا يكون متعدياً إلا بتضمين
أو تحويل، فالتضمين نحو: رَحُبَتْكَ بمعنى "وَسِعَتْكَ "، وقول عليّ: إن بشرا قد
طَلُعَ اليمنَ، أي: بلغ ".