الكَلِمُ مُرَكَبٌ مِنَ الحُروفِ البَسيطةِ بِمُرَاعاةِ الوَلاءِ بين ترتيبِ حُروفِهِ، وإلاَّ صَارَ "مُلْكاً" بآلقَلْبِ المُسْتَوِي [2] .
ثُمَّ إِنَّه مُشْتَرك بين الأسْمَاءِ والأفْعالِ في الصِّحَّةِ والإعْلالِ، والقَلْبِ، والإِبْدالِ، والوَزْنِ، والتَّمْثِيلِ. وهُوَ أنْ تقَابِلَ حُرُوفَ الكَلِمَةِ الثلاثِيَةِ [3] : بِالفَاءِ، والعَيْنِ، وَآللامِ، وتُكَرِّرَ اللاَّمَ فِي الرُّبَاعِيِّ مُطْلَقاً [4] ، وَكَذَا فِي الاسْمِ الخُمَاسِيِّ، إِذْ لاخُمَاسِيَّ فِي الفِعْلِ لِثَقَلِهِ أصْلِيًّا [5] ، وَفِي
= وذكر ابن جني أنّ علم التصريف ميزان العربية، وبه تعرف أصول كلام العرب من الزوائد الداخلة عليها، ولا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلا به. (المنصف 1 / 2) . وذكر في موضع لاحق أن التصريف إنما هو أنْ تجيء إلى الكلمة الواحدة فتصرفها على وجوه شتى. (نفسه 1/3) .
وذكر ابن الحاجب أن التصريف علم بأصول تُعْرَف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب. (شرح الشافية 1 / 1) . وذكر ابن عصفور أنه كان ينبغي أن يقَدَّم علم التصريف على غيره من علوم العربية، إذ هو معرفة ذوات الكلم في أنفسها من غير تركيب. (الممتع 1 / 30، والتصريف الملوكي 18 - 19) . [2] حاشية: (فالقلب المُسْتوي: أن يكون حروفُ الثاني مثلَ حروف الأول، مثاله في قوله تعالى: *وربك فكبر*) . [3] حاشية: وإنما قال: الثلاثية، لأنَّ الاسم والفعل لا يكونان أقَلَ من ثلاثة أحرف، حرف يُبدأ به، وحرف يُوقف عليه، وحرف يُفرق به بين الابتداء والوقف. وأما "أب وأخ وَيدّ ودَمً " [فقد] كان أصلها: أبَو، وأخَو، ويَدَيٌ ودَمَي) . وانظر ما ذكره ابن جني في باب الاصلي والزائد (المنصف 1 / 11) . وانظر شرح الشافية 1 / 7 - 9. [4] حاشية: (أيْ في الاسم والفعل) . انظر المنصف 1 / 24، 25. [5] حاشية: (قيد بالأصلي: فإنَّ المنشعبة في الخماسية تكون على غير الأصلي. وإنما نقصت الأفعال من الأسماء بدرجةٍ لثقلها، وخفة الأسماء) . وانظر في هذا تعليل المازني وابن جني (المنصف 1 / 28) .