اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 8
وقال جرير:
إذا اجتمعوا عليّ فخل عنهم ... وعن باز يصك حباريات1
فهذا فاعل؛ لاطراد الإمالة في ألفه, وهي في فاعل أكثر منها في نحو مال وباب.
وحدثنا أبو علي سنة إحدى وأربعين[2] قال: قال أبو سعيد[3] الحسن بن الحسين "بازٌ " وثلاثة "أبواز " فإن كثرت فهي "البيزان" فهذا فلع وثلاثة أفلاع وهي الفلعان.
ويدل على أن تركيب هذه الكلمة من "ب ز و " أن الفعل منها عليه تصرف, وهو قولهم " بزا يبزو " إذا غلب وعلا ومنه البازي -وهو في الأصل اسم الفاعل ثم استعمل استعمال الأسماء كصاحب ووالد- وبُزاة وبواز يؤكد ذلك وعليه بقية الباب من أبزى وبزواء وقوله:
#فتبازت فتبازختُ لها4#
1 حباريات واحده حبارى، وهو طائر يصيده البازي، كني بالبازي عن نفسه وبالحباريات عن بني نمير المذكورين في قوله قبل:
أنا البازي المطل على ثمير ... على رغم الأنوف الراغمات
وهذا من إحدى نقائض جرير مع الفرزدق. وانظر النقائض 775 طبعة أوروبا. [2] أي بعد الثلاثمائة. وكانت وفاة أبي علي سنة 377هـ. [3] هو السكري الإمام في النحو واللغة، الراوية المكثر الثقة. كانت وفاته سنة 275، وانظر البغية 219, وقد أورد المؤلف هذا الحديث في المحتسب في الكلام على سورة الفاتحة.
4 هذا صدر بيت لعبد الرحمن بن حسان وتمامه:
#جلسة الجازر يستنجي الوتر#
وقبله:
سائلا مية هل نبهتها ... آخر الليل بعرد ذي عجر
والعرد: الذكر المنتشر وقوله: تبازت أي رفعت مؤخرها، وتبازخ: مشى مشية العجوز أقامت صلبها فأخر كاهلها، وقوله يستنجي الوتر أي يقطعه، ويروى: جلسة الأعسر. وانظر اللسان في بخا وبزا.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 8