اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 39
كان مسكونًا, وحاجزًا ومظلًا -بالبناء من الآجر والطين والجص؛ ألا ترى إلى قول أبي مارد الشيباني:
لو وصل الغيث أبنين امرأ ... كانت له قبة سحق بجاد1
أي لو اتصل الغيث لأكلأت الأرض وأعشبت فركب الناس خيلهم للغارات فأبدلت الخيل الغني الذي كان له قبة من قبته سحق بجاد فبناه بيتًا له بعد ما كان يبني لنفسه قبة. فنسب ذلك البناء[2] إلى الخيل لما كانت هي الحاملة للغزاة الذين أغاروا على الملوك فأبدلوهم من قبابهم ونظير معنى هذا البيت ما أخبرنا به أبو بكر محمد[3] بن الحسن عن أحمد[4] بن يحيى من قول الشاعر:
قد كنت تأمنني والجدب دونكم ... فكيف أنت إذا رقش الجراد نزا5
ومثله أيضًا ما رويناه عنه "عنه"[6] أيضًا من قول الآخر:
قوم إذا اخضرت نعالهم ... يتناهقون تناهق الحمر7
1 البجاد: الكساء المخطط، والسحق: البالي. والبيت في تنبيه البكري على أوهام القالي 19 وفي اللآلي له 123/ 1 والذي في اللآلي: "أبنينا" بإسناد هذا الفعل إلى الشاعر وقومه في الحيوان للجاحظ طبعه "الساسي" 5/ 137، وفي معاني ابن قتيبة 895. [2] كذا في الأصول. والمناسب: "الإبناء". [3] هو المعروف بابن مقسم، وهو أبو بكر العطار المقرئ النحوى، كان من أعرف الناس بالقراءات ونحو الكوفيين مات 355، وهو رواية لثعلب. [4] هو أبو العباس ثعلب من أئمة الكوفيين مات 291.
5 قوله: "نزا" كان ينبغي تأنيث الفعل فيقول: نزت، ولكنه نظر إلى المضاف إليه وهو الجراد، ونزو الجواد كناية عن الخصب وكثرة المزدرع. [6] زيادة من أ، يريد عن أبي بكر عن أحمد بن يحيى.
7 انظر المخصص ص179 ج1 وفيه بعد البيت: "واخضرار النعل من اخضرار الأرض" وفي هذا ميل إلى أن النعل: ما يلبس في الرجل، والكلام كناية عن الخصب.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 39