اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 372
ومثله ما رويناه عن قطرب:
وأشرب الماء ما بي نحوهو عطش ... إلا لأن عيونهْ سيل واديها
فقال: "نحو هو" بالواو، وقال "عيونه" ساكن الهاء.
وأما قول الشماخ:
له زجل كأنه صوت حا ... إذا طلب الوسيقة أو زمير1
فليس هذا لغتين لأنا لا نعلم رواية[2] حذف هذه الواو وإبقاء الضمة قبلها لغة[3]، فينبغي أن يكون ذلك ضرورة "وصنعة"[3]، لا مذهبًا ولغة. وكذلك يجب عندي وينبغي ألا يكون لغة لضعفه في القياس. ووجه ضعفه أنه ليس على مذهب الوصل ولا مذهب الوقف. أما الوصل فيوجب إثبات واوه كلقيتهو أمس. وأما الوقف فيوجب الإسكان كلقيته وكلمته فيجب أن يكون ذلك ضرورة للوزن لا لغة.
وأنشدني الشجري لنفسه:
وإنا ليرعى في المخوف سوامنا ... كأنه لم يشعر به من يحاربه4
فاختلس ما بعد هاء "كأنه "، ومطل ما بعد هاء "بِهىِ "، واختلاس ذلك ضرورة "وصنعة"[5] على ما تقدم به القول.
1 الزجل: صوت فيه حنين وترنم. والوسيقة هنا القطيع من الأتن. والزمير: الزمر. يصف حمار وحش هائجا. انظر كتابة الأعلم علم شواهد الكتاب 1/ 11 وانظر له الديوان. وانظر أيضًا ص128 من هذا الجزء. [2] كذا في ش، ب. وهو يوافق ما في اللسان في "ها" في حرف الألف اللينة. وفي أ: "رواية". [3] ثبت هذا في أوسقط في ش، ب.
4 "كأنه" كتب في أفوقه: "خلس". [5] كذا في أ. وفي ش، ب: "ضعيفة".
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 372