اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 369
وقوله:
كأن صوت الصنج في مصلصله
فقوله "مصلصله " يجوز أن يكون مصدرًا أي في صلصلته, ويجوز أن يكون موضعًا للصلصلة. وأما قوله:
... حتى لا أرى لي مقاتلا
فمصدر ويبعد أن يكون موضعًا أي حتى لا أرى لي موضعًا للقتال: المصدر هنا أقوى وأعلى. وقال1:
تراد على دمن الحياض فإن تعف ... فإن المندَّى رحلة فركوب2
أي مكان تنديتنا[3] إياها أن نرحلها فنركبها. وهذا كقوله 4:
تحية بينهم ضرب وجيع
أي ليست هناك تحية بل مكان التحية ضرب. فهذا كقول الله سبحانه {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} . وقال رؤبة 5:
جدب المندى شئِز المُعَوَّهِ6
فهذا اسم لموضع التندية أي جدب هذا المكان. وكذلك " المعوه " مكان أيضًا والقول فيهما واحد.
1 هو علقمة بن عبدة. والقصيدة في المفضليات.
2 الحديث عن ناقته المذكورة في البيت:
إليك أبيت اللعن أعملت ناقتي ... لكلكلها والقصريين وجيب
والدمن دمنة وهي بقية الماء في الحوض وقوله: "تراد" كذا في المفضليات وأصول الخصائص وفي اللسان في "دمن وندى": ترادى. وانظر ابن الأنباري 778. [3] التندية إن تورد الإبل لتشرب قليلا، ثم تترك ترعى، ثم ترد إلى الماء.
4 نسب في الكتاب 1/ 365 إلى عمرو بن معد يكرب، وكذا نسبه ابن رشيق في العمدة في باب السرقات. انظر الخزانة 4/ 53 والشطر الذي أورد عجز صدره:
وخيل قد دلفت لها بخيل
5 كذا في ش، ب. وفي أ: "قول".
6 "شئز": غليظ، "والمعوه": من التعويه، وهو نزول آخر الليل. يصف مهمها قطعه في سفره. وانظر الأرجوزة في ديوانه.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 369