اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 339
ففي هذا اعتراضان [1]: أحدهما - "ولا كفران لله ". والآخر- قوله: "أية " أي أوَيت لنفسي أيَّة؛ معناه رحمتها ورققت[2] لها. فقوله: أويت لها لا موضع له من الإعراب. وسألنا الشجري أبا عبد الله يومًا عن فرس كانت له فقال: هي بالبادية. قلنا لم قال: إنها وجية[3] فأنا آوي لها أي أرحمها وأرق لها. وكذلك قول الآخر 4:
أراني ولا كفران لله إنما ... أواخي من الأقوام كل بخيل
ومن الاعتراض قولهم: زيد -ولا أقول إلا حقًّا- كريم. وعلى ذلك مسألة[5] الكتاب: إنه -المسكين- أحمق[6]؛ ألا ترى أن تقديره: إنه أحمق وقوله " المسكين" أي هو المسكين وذلك اعتراض بين اسم إن وخبرها. ومن ذلك مسألته [7]: "لا أخا -فاعلم- لك ". فقوله: "فاعلم " اعتراض بين المضاف والمضاف إليه كذا الظاهر. وأجاز أبو علي رحمه الله أن يكون " لك" خبرًا ويكون " أخا " اسمًا مقصورًا تامًّا غير مضاف كقولك: لا عصا لك. ويدل على صحة هذا القول أنهم قد كسروه على أفعال وفاؤه مفتوحة فهو إذًا فعل وذلك قولهم: أخ وآخاء فيما حكاه يونس. وقال بعض آل المهلب:
وجدتم بنيكم دوننا إذ نسبتم ... وأي بني الآخاء تنبو مناسبه 8 [1] ذكر ابن هشام في المغني في مبحث الجملة المعترضة أن أبا علي لا يجيز الاعتراض بأكثر من جملة، وأول هذا البيت، وترى ابن جني هنا على خلافه، ولم ينبه عليه. [2] كذا في أ، وفي ش: "أرفقت بها". وفي ب: "رفقت لها". [3] من الوجى. وهو الحفا؛ أي رقة قدم الدابة من كثرة المشي.
4 هو كثير عزة وانظر الكتاب 1/ 466. ولم أرني قصيدته اللامية في الأمالي 2/ 62 وفي الديوان 2/ 248. [5] الكتاب 1/ 256. [6] في ج: "لأحمق". [7] أي مسألة الكتاب أيضًا. وانظر سيبويه 1/ 347.
8 انظر ص202 من هذا الجزء. وضبط "نسبتم" هنا بالبناء للفاعل على ما في أ. وضبط فيما سلف بالبناء للمفعول.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 339