اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 317
مروا عجالا وقالوا كيف صاحبكم ... قال الذي سألوا أمسى لمجهودا1
فزاد اللام. وكذلك اللام عندنا في "لعل" زائدة ألا ترى أن العرب قد تحذفها قال:
عل صروف الدهر أو دولاتها ... يدلننا اللمة من لماتها2
فتستريح النفس من زفراتها
وكذلك[3] ما أنشده[4] ابن الأعرابي من قول الراجز:
ثمت يغدو لكأن لم يشعر ... رخو الإزار زمح التبختر5
أي كأن لم يشعر، فكذلك تكون اللام الثانية في قوله:
لهنك في الدنيا لباقية العمر
زائدة.
فإن قلت: فلم لا تكون الأولى هي الزائدة والأخرى غير زائدة قيل: يفسد ذلك من جهتين: إحداهما أنها قد ثبتت في قوله "لهنك من برق علي كريم " هي لام الابتداء لا زائدة فكذلك ينبغي أن تكون في هذا الموضع أيضًا هي لام الابتداء. والأخرى أنك لو جعلت الأولى هي الزائدة لكنت قد قدمت الحرف الزائد والحروف إنما تزاد لضرب من ضروب الاتساع فإذا كانت للاتساع كان آخر الكلام أولى بها من أوله ألا تراك لا تزيد "كان " مبتدأة وإنما تزيدها حشوًا أو آخرًا وقد تقدم ذكر ذلك.
1 أنشده ثعلب غير معزو: المجالس 153 وما بعدها، مع بيت بعده:
يا ويح نفسي من غبراء مظلمة ... قيست على أطول الأقوام ممدودا
وانظر الخزانة 4/ 330.
2 "يدلننا" كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "تدني لنا" وفي اللسان في "لمم" "تديلنا"؛ وترى في هذا الموطن من اللسان أن الفراء أنشد هذا الرجز من غير عزو. [3] كذا في أ، ج. وفي ب، ش: "فكذلك". [4] كذا في ش، ب. وفي أ: "أشدناه" وفي ج: "أنشدنا" ولم يلق أبو الفتح ابن الأعرابي؛ فإن صح ما في أ، ج، فالمراد: أنشدنا في كتبه وما روي عنه لا شفاها.
5 "زمح التبختر": ثقيله بغيضه. والزمح: السيئ الخلق وقد أصلحتها هكذا وفي أ، ب: "رمح". وفي ج: "زمج".
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 317