اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 162
وقول العجاج:
تشكو الوجى من أظلل وأظلل1
وقول الآخر:
وإن رأيت الحجج الرواددا ... قواصرًا بالعمر أو مواددا2
قلت: هذا ظهر على أصله منبهة على بقية بابه فتعلم به أن أصل الأصم أصمم, وأصل صب صبِب, وأصل الدواب والشواب الدوابب والشوابب على ما نقوله في نحو استصوب وبابه: إنما خرج على أصله إيذانًا بأصول ما كان مثله.
فإن قيل: فكيف اختصت هذه الألفاظ ونحوها بإخراجها على أصولها[3] دون غيرها قيل: رجع الكلام بنا وبك إلى ما كنا فرغنا منه معك في باب استعمال بعض الأصول وإهمال بعضها فارجع إليه[4] تره إن شاء الله.
وهذا الذي قدمناه آنفًا هو الذي عناه أبو بكر[5] رحمه الله بقوله: قد تكون علة الشيء الواحد أشياء كثيرة فمتى عدم بعضها لم تكن علة. قال: ويكون أيضًا عكس هذا وهو أن تكون علة واحدة لأشياء كثيرة. أما الأول فإنه ما نحن بصدده من اجتماع أشياء تكون كلها علة وأما الثاني فمعظمه الجنوح إلى
1 بعده:
من طول إملال وظهر أملل
وقبله:
وكم حسرنا من علاة عنسل ... حرف كقوس الشوحط المعطل
وأظلل مفكوك أظل، والأظل ما تحت منسم البعير. وانظر اللسان في "ظلل"، والديوان 47.
2 انظر نوادر أبي زيد 164. وكأن ابن جني يشتق "الروادد" من "ردد" أي من مضعف الثلاثي. ويشتقها الصاغاني في التكملة "رود" من "رود" ويجعل واحد الروادد الرودد، ويفسره بالعاطف، وينشد الرجز. وأياما كان الأمر فالاستشهاد بـ"موادد" لا ريب فيه. [3] كذا في أ، ب. وفي ش: "أصلها". [4] انظر ص66 من هذا الجزء. [5] هو ابن السراج. والظاهر أن هذا في كتابه "الأصول".
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 162