responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 161
زيد, وما كان عاريًا مما استثنيناه؛ ألا ترى أن شد وإن كان فعَل فإنه فِعل, وليس كطلل, وشرر, وجدد[1]، فيظهر. وكذلك شلت يده: فَعِلَت. وحبذا زيد أصله حبب ككرم, وقضو الرجل. ومثله شر الرجل من الشر: هو[2] فعل لقولهم: شررت يا رجل وعليه جاء رجل شرير كرديء. وعلى ذلك قالوا أجد في الأمر وأسر الحديث واستعد لخلوة مما شرطناه [3].
فلو عارضك معارض بقولهم: اصبب الماء, وامدد الحبل, لقلت: ليست الحركتان لازمتين, لأن الثانية لالتقاء الساكنين. وكذلك إن ألزمك ظهور نحو جلبب وشملل: وقعدد، ورمدد[4]، قلت: هذا كله ملحق، فلذلك ظهر. وكذلك إن أدخل على قولك هما يضربانني, ويكرمانني, ويدخلاننا قلت: سبب ظهوره أن الحرفين ليسا لازمين ألا ترى أن الثاني من الحرفين ليس ملازمًا لقولك: هما يضربان زيدًا ويكرمانك ونحو ذلك. وكذلك إن ألزمك ظهور نحو جُدَد[5]، وقِدَد[6]، وسُرُر, قلت: هذا مخالف لمثال فَعُل وفَعِل.
فإن ألزمك نحو قول قعنب 7:
مهلا أعاذل قد جربت من خلقي ... أني أجود لأقوام وإن ضننوا8

[1] هي الأرض الغليظة، أو الأرض الصلبة.
[2] كذا في أ، ب. وفي ش: "وهو".
[3] أي لعدم الإدغام، كالإلحاق ومخالفة الكلمة لمثال الفعل.
[4] يقال: وماد ومدد: إذا كان دقيقا غير متماسك.
[5] واحده الجدة، وهي الخطة في ظهر الحمار تخالف لونه.
[6] واحده فدة، وهي الفرقة من الناس.
7 هو ابن أم صاحب الغطفاني، من شعراء الدولة الأموية، وانظر اللآلي 362.
8 من قصيدة في مختارات ابن الشجري 8 طبع مصر 1306هـ. وقبله:
هل للعواذل من ناه فيزجرها ... إن العواذل منها الجور واللسن
اللائمات الفتى في أمره سفها ... وهن بعد ضعيفات القوى وهن
وانظر اللسان "ضنن" والكتاب 1/ 11.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست