اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 131
وأما من رواه "منسون أنتم " فأمره مشكل. وذلك أنه شبه من بأي فقال: "منون أنتم " على قوله: أيون أنتم[1]، وكما حمل ههنا أحدهما على الآخر كذلك جمع بينهما في أن جرد من الاستفهام كل منهما ألا ترى إلى حكاية يونس[2] عنهم: ضرب من منا, كقولك: ضرب رجل رجلا. فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أنشدناه من قول الآخر3:
وأسماء ما أسماء ليلة أدلجت ... إلي وأصحابي بأي وأينما4
فجعل "أي " اسمًا للجهة, فلما اجتمع فيها التعريف والتأنيث منعها الصرف. [1] كذا في أ، ب. وفي ش: "فكما". [2] انظر الكتاب ص402 ج1.
3 نسبة في اللسان في "أين" إلى حميد بن ثور الهلالي، ولحميد هذا قصيدة طويلة على روي البيت ليس فيها هذا البيت، مطلعها:
سل الربع أني يممت أم سالم ... وهل عادة الربع أن يتكلما
وذكر الشنقيطي في "الوسيط في أدباء شنقيط" أنه وقف على هذه القصيدة، أرسلها إليه أحمد تيمور باشا طيب الله ثراه. وقال: "وقد سقط من نسخته بيتان من أولها بقيا في حفظي. وما أدري هل سقط منها غيرهما أم لا:
ألا هيما مما لقيت وهيما ... وويحا لمن لم ألق منهن ويحما
أأسماء ما أسماء ليلة أدلجت ... إلي وأصحابي بأي وأينما
هيما كلمة تحسر".
وفي اللسان: "هيي" نسبة الأولى من هذين البيتين إلى حميد الأرقط، والظاهر على هذا أن يكون هو أيضا صاحب البيت الثاني، وعلى هذا لا يكون لحميد بن ثور شيء منهما، وأن الشنقيطي واهم في حفظه، كذلك لا يعول على ما في اللسان في أين؛ فإن نسخة الديوان طبعة الدار خالية منه.
4 "أدلجت" كذا في اللسان وفي بعض نسخ الخصائص في "خلع الأدلة" وهي الرواية الجيدة. وفي الأصول هنا: "أدلجوا". وقوله: "وأصحابي بأي وأينما" أي بمكان مجهول يسأل عنه بأي المكان هو، وأين يقع. وقوله: "ليلة أدلجت" فالإدلاج: السير في آخر الليل على خلاف في ذلك بين علماء اللغة. يريد أن طيفها سرى إليه وهو في سفره مع أصحابه. وانظر الوسيط 128.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 131