اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 123
أبي عشرة أبوه ومررت بقاع[1] عرفج كله ومررت بصحيفة طين خاتمها ومررت بحية[2] ذراع طولها وليس هذا مما يشاب به المصدر وإنما هو ذلك الحدث الصافي كالضرب والقتل والأكل والشرب.
فإن[3] قلت: ألا تعلم أن في الناقة معنى الفعل. وذلك أنها من التنوق في الشيء وتحسينه قال ذو الرمة:
... ... ... تنوقت ... به حضرميات الأكف الحوائك4
والتقاؤهما أن الناقة عندهم مما يتحسن[5] به ويزدان[5] بملكه وبالإبل يتباهون وعليها يحملون ويتحملون, ولذلك قالوا لمذكرها: الجمل, لأنه فَعَل من الجمال كما أن الناقة فعلة من التنوق. وعلى هذا قالوا: قد كثر عليه المشاء والفشاء والوشاء إذا تناسل عليه المال. فالوشاء فَعَال من الوشي كأن المال عندهم زينة وجمال لهم, كما يلبس من الوشي للتحسن به. وعلى ذلك قالوا: ما بالدار دبيج[6] فهو فِعيل من لفظ الديباج ومعناه. وذلك أن الناس هم الذين يشون الأرض, وبهم تحسن وعلى أيديهم وبعمارتهم تجمل. وعليه قالوا: إنسان لأنه فعلان من الأنس. [1] انظر في بعض هذه الأمثلة سيبويه ص229 ج1 والعرفج: نبت طيب الريح ينبت في السهل، واحده عرفجة. [2] كذا في أ، ب، ش وفي ج: "بحبة" [3] هذا وارد على قوله فيما سبق ص119: "ليس لاستنوق فعل معتل"
4 صدره:
كأن عليها سحق لفق تتوقت
وهو في وصف نوق ذكرها قبل في قوله:
أنخنا بها خوصا برى النص بدنها ... وألصق منها باقيات العرانك
والخوص: الغائرات العيون من الإبل، والعرانك: الأسنمة، واللفق: أحد شقي الملاءة، والسحق: البالي، والحضرميات منسوبات إلى حضرموت يريد ناسجات حوائك وانظر الديوان 416 [5] كذا في أ، ج. وفي ب: "مما يتحسن بملكه ويزدان به". وفي ش: "مما يتحسن تملكه ويزدان به", وظاهر تصحيف "تملكه" من "بملكه" [6] أي ما بها أحد، ولا يستعمل إلا بالنفي كما ترى, ويرى الأزهري أن أصل دبيج في هذا الموطن دبيّ، فأبدلت الياء الثانية جيمًا، كما يقال في مريّ مرج. وعلى هذا لا يتم لابن جني ما يبغي.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 123