اسم الکتاب : غريب الحديث المؤلف : الخطابي الجزء : 1 صفحة : 689
وكُلُّ من خرج من حَظْرٍ إلى إباحة فهو مُحِلٌّ وكان عَبْد الله بْن الزُّبَير يُدْعَى المُحِلّ لاستباحته القِتالَ في الحَرَم. قَالَ الشاعرُ يُشَبِّبُ بابنة الزُبَيْر:
ألا مَنْ لِقَلْبٍ مُعَنًّى غَزِلْ ... بذِكْر المُحِلّةِ أُخْتِ المُحِلّ
وقد جاء في بعض الحديث: "مَنْ أحالَ دَخَلَ الجنَّة" [1].
أخبرني أبُو عُمَر أَخْبَرَنَا أبو العَبَّاس ثَعْلَب عَنِ ابن الأعْرابي قَالَ أحالَ يُريدُ أسْلَم. قَالَ أبو سُليمان وليس هذا من الإِحْلال هذا من الإحالة. يُقالُ أحالَ الرجُلُ إذَا تحوَّل من شيء إلى غيره يُريد والله أعلم الانْتِقالَ من دِينِ الكُفْر إلى مِلّةِ الإسلام.
وروى هذا الحديث محمد بْن إسماعيل البُخاريّ عَنْ محمد بْن المُثنّى. عَنْ موسى بْن داود بإسناده سَواء. فَقَالَ: "أَجِلُّوا اللهَ يَغْفرْ لكْم" [2]. بالجيم أي أَسْلِمُوا. والتّفسير مَوْصُولٌ بالحديث واللهُ أعلم أيّهُما الصَّحِيح. وقال بَعْضُ أصحابنا يُريدُ بقَوله: أَجِلُّوا اللهَ أي قولوا يا ذا الجلالِ أو آمنوا بالله ذِي الجلال وهذا كما رُوي: "ألِظُّوا بَيا ذا الجلال" [3]. [1] الفائق "حول" [1]/344. وفي النهاية "حول" [1]/463 أي أسلم يعني أنه نحول من الكفر إلى الإسلام. [2] لم أقف عليه في صحيح البخاري ولعله رواه من كتاب آخر له وقد تقدم تخريجه من مسند أحمد وهو في الفائق "حلل" [1]/307 برواية: "أحلوا". وروي: "أجلوا". [3] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات 5/539 والإمام أحمد في 4/177 وفي الفائق "لظ" 3/317. وجاء في النهاية "لظ" 4/252: أي ألزموه واثبتوا عليه وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "المؤمن مكفر" [1]. [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/58.
اسم الکتاب : غريب الحديث المؤلف : الخطابي الجزء : 1 صفحة : 689