اسم الکتاب : غريب الحديث المؤلف : الخطابي الجزء : 1 صفحة : 506
هُرَيْرَةَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: فَلَمَّا آنسهم عاصم لجؤوا إِلَى فَدْفَدٍ[1].
والقَرْدَدُ: رابيةٌ مُشْرِفَةٌ عَلَى وهدَةٍ قَالَ طرفة:
كَأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ في دَأَياتها ... مَوارِدُ من خَلْقاءَ في ظَهْر قَرْدَدِ2
وقال: بعضهم القَرْدَدُ الأَرضُ المسْتوية الصُّلبَة والأوّلُ أصْوبُ لأنّه لا موضع لِلتحصُّن في الأرْض المُسْتوية ويَدلُ عَلَى صحّةِ هذا قولُ الشاعر:
متى ما تَزُرْنا آخرَ الدَهْر ... تَلْقَنا بقرقَرةٍ مَلْساءَ ليْسَت بقَرْدَدِ3
يريد أنّهم لِعزِّهم وشرفِهم لا ينزلُون الغِيطان وبُطونَ الأودية وإنما يَنْزلون مشارفَ الأرض ونجودَها
والفَدْفَد المرتفعُ من الأرض ومنه حديثُ ابن عُمَر أَنَّ رَسُولَ الله: كَانَ إذَا قَفلَ من سَفَرٍ فمرَّ بفَدْفَدٍ أَوْ نَشْزٍ كَبَّر ثلاثا[4]. وقال الشاعر:
قلائص إذا عَلَوْنَ فدْفَدا ... رَمِين بالطّرْف النّجادَ الأَبْعَدا5
وقوله: آنسَهُم أبْصرَهُم. يُقَالُ: آنسْتُ شَخْصًا من مكان كَذَا إذا رأيته وأنست لغة. [1] أخرجه عبد الرزاق في المصنف 5/354 بلفظ: "أحسهم" بدل "آنسهم" وأخرجه أحمد في مسنده 2/294, 310.
2 الديوان /38.
3 اللسان والتاج "قرد". [4] أخرجه البخاري في الجهاد 4/69 ومسلم في الحج 2/980 والترمذي في الحج أيضا 3/285 وأحم دفي مسنده 2/5, 10, 15, 21 بدون كلمة "نشز" وقد جاءت "نشز" في حديث أنس عند أحمد في 3/127, 239.
5 اقتصر اللسان والتاج "نجد" على البيت الثاني.
اسم الکتاب : غريب الحديث المؤلف : الخطابي الجزء : 1 صفحة : 506