اسم الکتاب : المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد المؤلف : عبد الله درويش الجزء : 1 صفحة : 5
النظر المختلفة. والذي حداه أن يركن إلى مبدأ التوفيق هو أنه قد وجد نفسه أمام روايات متعددة تختلف في حكمها على الموضوع، فلا بد إذن -على رأيه" من تأويل في بعضها حتى تتفق في جوهرها، وإن اختلفت في مظهرها. وإذا قبلنا هذا من السيوطي، وكان هينًا علينا أن نستمع منه إلى "التوفيق" بين مختلف الآراء التي تعتمد -أول ما تعتمد- على الرواية. فإننا وقد تقدمت في عصرنا طرق البحث العلمي لا يصح أن نلجأ إلى التوفيق تاركين نص كتاب العين ليدلنا على حقيقة أمره، كما فعل بعض الباحثين المعاصرين[1].
وإن اختفاء مخطوطة العين مدة من الزمن ليعد السبب الرئيسي لهذا الاضطراب واشتباه الأمر. وآخر من أشار في كتبه أنه رأى نسخة العين من اللغويين العربي هو السيوطي إذ ذكر في المزهر ما يفيد هذا. ومن ناحية أخرى نجد متأخري اللغويين كصاحب القاموس، واللسان والتاج لم يذكروا كتاب العين في قائمة المراجع التي اعتمدوا عليها. ولكنهم جميعًا نقلوا عن الكتاب مصر حين في بعض المواضع باسم الخليل، وقد اقتبسوا هذه النقول عن الأزهري وغيره ممن استعمل كتاب العين في كتابه. حتى في عصرنا الحاضر نجد أن البستاني في معجمه "محيط المحيط"، قد نقل من الخليل في صلب كتابه دون أن يرى كتاب العين.
ومن الشائع الكثير أن نجد القواميس العربية محشوة بالعديد من أسماء الرواة كأبي عبيدة، وأبي عمرو وغيرها، وليس معنى هذا أن صاحب التاج مثلًا حين يذكر لنا "قال أبو عمرو" أنه رأى كتاب أبي عمرو بل إنه نقل عن مصدرآخر كان قد انتفع بآراء أبي عمرو، ودون جزءًا منها في كتابه، وهذا من الأسباب التي بها تشابهت تعبيرات أصحاب المعاجم حين شرحهم للمفردات. ويمكن بالمقارنة إرجاع هذه التعبيرات إلى الأصل الأول، وهو كتاب العين للخليل مع فارق يسير. [1] مجلة المجمع العلمي بدمشق عدد 18 لسنة 1941، مثال؟؟؟؟ المعاجم ليوسف عش.
اسم الکتاب : المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد المؤلف : عبد الله درويش الجزء : 1 صفحة : 5