responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 717
بِالْآخرِ، بِحَيْثُ لَا يتجاوزه، إِمَّا على الْإِطْلَاق أَو بِالْإِضَافَة بطرق معهودة
وَالْقصر: أَعنِي بِهِ تَخْصِيص شَيْء بِشَيْء قد يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى جَمِيع مَا عداهُ وَيُسمى قصرا حَقِيقِيًّا
وَقد يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى بعض مَا عداهُ: وَيُسمى قصرا إضافيا
والإضافي يَنْقَسِم إِلَى قصر إِفْرَاد وقلب وَتَعْيِين، فقولنا: (مَا قَامَ إِلَّا زيد) لمن اعْتقد أَن الْقَائِم هَل هُوَ زيد أَو عَمْرو: كِلَاهُمَا قصر إِفْرَاد وَلمن اعْتقد أَن الْقَائِم عَمْرو لَا زيد: قصر قلب وَلمن تردد أَن الْقَائِم هَل هُوَ زيد أَو عَمْرو: قصر تعْيين وكل مَادَّة تصلح مِثَالا لقصر الْإِفْرَاد أَو الْقلب تصلح مِثَالا لقصر التَّعْيِين من غير عكس وكل مِثَال يصلح للتقوى مثل: (أَنْت لَا تكذب) يصلح للقصر، وَكَذَا عَكسه، وَأَن التَّقْوَى لَازم للقصر التقديمي بِلَا عكس وَقد يُسْتَفَاد من الْكَلَام تَخْصِيص شَيْء بِشَيْء كلفظة الِاخْتِصَاص فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالله يخْتَص برحمته من يَشَاء} وكاللام الجارة الْمَوْضُوعَة لاخْتِصَاص الْمُضَاف بالمضاف إِلَيْهِ كَمَا فِي (الْحَمد لله) وَهَذَا لَا يخل بحصر طرق الْقصر فِي الْأَرْبَعَة، فَإِنَّهُم جعلُوا الْقصر بِحَسب الِاصْطِلَاح عبارَة عَن تَخْصِيص يكون بطرِيق من الطّرق الْأَرْبَعَة، وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح وَأما قَوْله تَعَالَى: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} الْقصر فِيهِ بِتَقْدِيم الْمَفْعُول، وَلَا يَصح شَيْء فِيهِ مِمَّا قد قصروا من الْإِفْرَاد وَالْقلب وَالتَّعْيِين، نعم إِلَّا أَن هَذِه الْأَقْسَام لَا تجْرِي فِي الْقصر الْحَقِيقِيّ، وَإِنَّمَا هِيَ أَقسَام لغير الْحَقِيقِيّ وَلَو سلم جريانها فِي الْحَقِيقِيّ أَيْضا لكنه فِيمَا إِذا كَانَ الْمُخَاطب مِمَّن يَصح عَلَيْهِ الْخَطَأ والتردد، لَا فِي مثل {إياك نعْبد} كَمَا صرح بِهِ السَّيِّد الشريف
والعطف ب (لَا) وب (بل) وب (لَكِن) مُخْتَصّ بِالْقصرِ وَالِاسْتِثْنَاء و (إِنَّمَا) والتقديم مُشْتَركَة بَينه وَبَين غَيره
وَأما الْفَصْل والتعريف فَإِنَّهُمَا مختصان بالمبتدأ وَالْخَبَر
وَالْقصر الْمُسْتَفَاد من تَقْدِيم مَا حَقه التَّأْخِير يكون إضافيا على مَا يدل عَلَيْهِ كَلَام صَاحب " الْمِفْتَاح " وَغَيره
وَاعْلَم أَن أهل اللِّسَان كثيرا مَا يقصدون بتعريف أحد طرفِي الْكَلَام قصره على الطّرف الآخر، سَوَاء كَانَ التَّعْرِيف بِاللَّامِ أَو بِالْإِضَافَة أَو بالموصولية
وَسَوَاء كَانَ للْجِنْس أَو للاستغراق أَو الْعَهْد ذهنيا أَو خارجيا وَوجه قصدهم بِهِ إِيَّاه إعطاؤهم التَّعْرِيف حكم ضمير الْفَصْل، لِأَن تَعْرِيف كل من الطَّرفَيْنِ شَرط لضمير الْفَصْل، فَحَيْثُ طَوَوْا ذكر الْمَشْرُوط أعْطوا حكمه لشرطه الْمَذْكُور
الْقُوَّة: هِيَ كَون الشَّيْء مستعدا لِأَن يُوجد وَلم يُوجد
وَالْفِعْل: كَون الشَّيْء خَارِجا من الاستعداد إِلَى الْوُجُود
وَالْقُوَّة أَيْضا: هِيَ مبدأ التَّغَيُّر فِي آخر من حَيْثُ هُوَ آخر]
وَالْقُوَّة الْقَرِيبَة لَا تُوجد مَعَ الْفِعْل، وَلَا يلْزم اجْتِمَاع النقيضين

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 717
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست