responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 71
أطلقك) أَو (مَتى لم أطلقك فَأَنت طَالِق) وَقع على الْفَوْر بِمُضِيِّ زمَان يُمكن أَن يُطلق فِيهِ وَلم يُطلق
وَلَو قَالَ: (إِن لم أطلقك فَأَنت طَالِق) كَانَ على التَّرَاخِي، فيمتد إِلَى حِين موت أَحدهمَا
[وَاعْلَم أَن كلمة (إِذا) عِنْد نَحْويي الْكُوفَة مُشْتَرك بَين الْوَقْت وَالشّرط، وَإِذا اسْتعْملت للشّرط لم يبْق فِيهَا معنى الْوَقْت أصلا وَيصير بِمَعْنى (إِن) وَهُوَ قَول أبي حنيفَة رَحمَه الله؛ وَعند الْبَصرِيين أَنَّهَا مَوْضُوعَة للْوَقْت وتستعمل فِي الشَّرْط مجَازًا من غير سُقُوط معنى الْوَقْت عَنْهَا مثل (مَتى) فَإِنَّهَا للْوَقْت لَا يسْقط ذَلِك عَنْهَا بِحَال وَهَذَا قَول صَاحِبيهِ رَحِمهم الله]
وَإِذا: بِالنّظرِ إِلَى كَونهَا شرطا تدخل على الْمَشْكُوك وبالنظر إِلَى كَونهَا ظرفا تدخل على الْمُتَّقِينَ كَسَائِر الظروف
وَإِذا: غير جازم فِي الْجَازِم، وَإِن: جازم فِي غير الْجَازِم وَقد نظمت فِيهِ:
(ووعدتني فخلفته ... وَشَكَكْت فِيهِ جزمته)

(بإذا كَأَنَّك عَالم ... وبإن كَأَنِّي جازم)
وَإِذا: المفاجأة تخْتَص بالجمل الإسمية وَلَا تحْتَاج لجواب، وَلَا تقع فِي الِابْتِدَاء وَمَعْنَاهَا الْحَال لَا الِاسْتِقْبَال نَحْو: (خرجت فَإِذا زيد وَاقِف) وَهل الْفَاء الدَّاخِلَة فِيهَا زَائِدَة لَازِمَة أَو عاطفة لجملة المفاجأة على مَا قبلهَا أَو للسَّبَبِيَّة الْمَحْضَة كفاء الْجَواب؟ فِيهِ أَقْوَال
إِذن: حرف جَزَاء ومكافأة، وفيهَا اتساعات انْفَرَدت بهَا دون غَيرهَا من نواصب الْأَفْعَال
الأول: أَن تدل على انشاء السَّبَبِيَّة وَالشّرط بِحَيْثُ لَا يفهم الارتباط من غَيرهَا نَحْو: (أزورك) فَتَقول: (إِذن أكرمك) وَهِي حِينَئِذٍ عاملة تدخل على الْجُمْلَة الفعلية فتنصب الْمُضَارع الْمُسْتَقْبل الْمُتَّصِل إِذا صدرت
وَالثَّانِي: أَن تكون مُؤَكدَة بِجَوَاب ارْتبط بِمقدم أَو منبهة على سَبَب حصل فِي الْحَال، فَهِيَ حِينَئِذٍ غير عاملة، لِأَن المؤكدات لَا يعْتَمد عَلَيْهَا وَالْعَامِل يعْتَمد عَلَيْهِ
قَالَ سبويه: إِذن للجواب وَالْجَزَاء مَعًا، قيل دَائِما وَقيل غَالِبا، وَمعنى ذَلِك أَنه يَقْتَضِي جَوَابا أَو تَقْدِير جَوَاب، ويتضمن مَا يَصْحَبهُ من الْكَلَام جَزَاء
وَمَتى صدر بِهِ الْكَلَام وَتعقبه فعل مضارع جَازَ رَفعه ونصبه، وَمَتى تَأَخّر عَن الْفِعْل أَو لم يكن مَعَه الْفِعْل الْمُضَارع لم يعْمل
وَإِذا وَقع بعد الْوَاو وَالْفَاء لَا لتشريك مُفْرد جَازَ فِيهِ الإلغاء والإعمال
وَاخْتلف فِي الْوَقْف على إِذن: قيل يكْتب بِالْألف إشعارا بِصُورَة الْوَقْف عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لَا يُوقف عَلَيْهَا إِلَّا بِالْألف، وَهُوَ مَذْهَب الْبَصرِيين، وَقيل بالنُّون، وَهُوَ مَذْهَب الْكُوفِيّين اعْتِبَارا بِاللَّفْظِ لِأَنَّهَا عوض عَن لفظ أُصَلِّي فَإِنَّهُ يُقَال (أقوم) فَتَقول: (إِذن أكرمك) ، فالنون عوض عَن مَحْذُوف، وَالْأَصْل: (إِذا تقوم أكرمك) أَو للْفرق بَينهمَا وَبَين إِذا فِي الصُّورَة
وَقَالَ بَعضهم: إِذن إِن أعملت كتبت بالنُّون وَإِن أهملت كتبت بِالْألف

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست