responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 627
وَأما الَّذِي لَا يشْتَرط فِيهِ الْحَيَاة فخمسة أَنْوَاع أَيْضا: الألوان والأضواء: وَهِي مرتع الباصرة
والأصوات: وَهِي حَظّ السامعة
والطعوم: وَهِي حَظّ الذائقة
والروائح: وَهِي حَظّ الشامة
والحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة والخفة والثقل والصلابة واللينة: وَهِي حَظّ اللامسة
وَمِمَّا لَا يشْتَرط لَهُ الْحَيَاة أَيْضا: الْحَيَاة والبقاء والمتحيزات وَالزَّمَان فَهَذَا جملَة أَنْوَاع الْأَعْرَاض وَقد نظم بعض الْفُضَلَاء المقولات الْعشْر:
(زيد الطَّوِيل الْأَزْرَق ابْن مَالك ... فِي بَيته بالْأَمْس كَانَ متكي)

(بِيَدِهِ سيف لواه فالتوى ... فَهَذِهِ عشر مقولات سوا)
[وَهَذَا الانحصار هُوَ مَذْهَب أرسطو وَمن تَابعه، وَصرح الْبَعْض بِأَن ذَلِك لَيْسَ مَنْقُولًا عَن أرسطو، بل هُوَ مِمَّا أحدثه من بعده، وَمذهب طَائِفَة أُخْرَى أَن الْأَعْرَاض المتدرجة تَحت جنس ثَلَاثَة: الْكمّ والكيف وَالنِّسْبَة]
والمتكلمون أَنْكَرُوا وجود ثَمَان من هَذِه النّسَب التسع، واعترفوا بِوُجُود الأين وسموه الْكَوْن وأنواعه: الْحَرَكَة والسكون والاجتماع والافتراق، كَمَا نقل عَنْهُم فِي " الطوالع " و " المواقف "
والحكماء قَائِلُونَ بِوُجُود الْجَمِيع فِي الْخَارِج كالجوهر
وَالْعرض يقوم بِالْعرضِ عِنْد بعض الْمُتَكَلِّمين يعْنى بِهِ الاتصاف يُقَال: هَذِه رَائِحَة طيبَة، وَتلك مُنْتِنَة، وَهَذَا الْفِعْل حسن، وَذَاكَ قَبِيح [وَيمْتَنع عِنْد جُمْهُور الْمُتَكَلِّمين]
وَالْعرض الْعَام هُوَ: إِمَّا لَازم كالتنفس والتحرك للْإنْسَان
أَو مفارق: وَهُوَ إِمَّا سريع الزَّوَال كحمرة الخجل وصفرة الوجل: أَو بطيء كالشيب والشباب
الْعلي: هُوَ العالي شَأْنه فِي نَفسه والأعلى عَمَّا عداهُ وَهُوَ الله سُبْحَانَهُ فَالْأول بِالنّظرِ لذاته، وَالثَّانِي بِالنّظرِ لغيره
والعلي عِنْد الْكل من أَسمَاء الصِّفَات، إِلَّا أَنه عِنْد المشبهة يُفِيد الْحُصُول فِي الحيز
وَعند أهل التَّوْحِيد يُفِيد التَّنْزِيه عَن كل مَا لَا يَلِيق بالإلهية
فِي " الْقَامُوس " الْعلي: الشَّديد الْقوي وَبِه سمي
والعلو فِي الْمَكَان من (علا يَعْلُو) كدعا يَدْعُو وَفِي الرُّتْبَة من (عَليّ يعلى) كرضي يرضى
والعلو والسفل بالعلو والسفل جَمِيعًا وَقد نظمت فِيهِ:
(تفرد رُتْبَة ترضاك عَنْهَا ... علا يَعْلُو مَكَانا لَا كيعلى)

(علو مثل سفل بالعلو ... كَذَا بالسفل فَافْهَم أَنْت الاعلى)
والعلو والسفل إِنَّمَا يتضايقان إِذا أُرِيد بهما الْأَعْلَى والأسفل فَيكون كالأقل وَالْأَكْثَر لَا جِهَة الْعُلُوّ والسفل بِمَعْنى الْقرب من الْمُحِيط والبعد من المركز وَبِالْعَكْسِ فَإِنَّهُ يُمكن كل تعقل مِنْهُمَا بِدُونِ

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 627
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست