responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 569
وَقد يعود على الْمَعْنى نَحْو: {فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ} فَإِن الْمَعْنى وَإِن كَانَ من يَرث اثْنَيْنِ
فَمن يَرث مُفْرد (ثنى) نظرا إِلَى الْخَبَر
وَقد يعود على لفظ شَيْء وَالْمرَاد بِهِ الْجِنْس من ذَلِك الشَّيْء نَحْو: {إِن يكن غَنِيا أَو فَقِيرا فَالله أولى بهما}
وَقد يذكر شَيْئَانِ ويعاد الضَّمِير إِلَى أَحدهمَا وَالْغَالِب كَونه للثَّانِي نَحْو: {اسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة وَإِنَّهَا لكبيرة}
وَقد يثنى الضَّمِير وَيعود على أحد الْمَذْكُورين نَحْو: {يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان}
وَقد يعود الضَّمِير على ملابس مَا هُوَ لَهُ نَحْو: {إِلَّا غشية أوضحاها} أَي: ضحى يَوْمهَا
وَمن سنَن الْعَرَب أَن تذكر جمَاعَة وَجَمَاعَة أَو جمَاعَة وواحدا ثمَّ تخبر عَنْهُمَا بِلَفْظ الِاثْنَيْنِ نَحْو قَوْله: {أَن السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رتقا ففتقمناهما}
وَالْأَصْل فِي الضَّمِير عوده إِلَى أقرب مَذْكُور إِلَّا أَن يكون مُضَافا ومضافا إِلَيْهِ فَحِينَئِذٍ الأَصْل عوده إِلَى الْمُضَاف لِأَنَّهُ الْمُحدث عَنهُ
وَقد يعود على الْمُضَاف إِلَيْهِ نَحْو: {كَمثل الْحمار يحمل أسفارا}
وَقد يبهم الضَّمِير بِحَيْثُ لَا يعلم مَا معنى بِهِ إِلَّا بِمَا يتلوه من بَيَانه كَقَوْلِهِم: (هِيَ الْعَرَب تَقول مَا شَاءَت)
هِيَ النَّفس مَا حملتها تتحمل
وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا} وضع الْمُضمر مَوضِع الْمظهر حذرا من التّكْرَار
وَالْأَصْل توَافق الضمائر فِي الْمرجع حذر التشتت
وَقد يُخَالف بَين الضمائر حذرا من التنافر، وتفكيك الضمائر إِنَّمَا يكون مخلا بِحسن النظام إِذا كَانَ كل مِنْهَا رَاجعا إِلَى غير مَا يرجع إِلَيْهِ الْبَاقِي أَو يرجع مَا فِي الْوسط مِنْهَا إِلَى غير مَا يرجع إِلَيْهِ مَا فِي الطَّرفَيْنِ فَلَا بُد من صون الْكَلَام الفصيح عَنهُ
وَأما التفكيك الَّذِي لَا يُفْضِي إِلَيْهِ كَمَا إِذا رَجَعَ الأول أَو الآخر مِنْهَا إِلَى غير مَا يرجع إِلَيْهِ الْبَاقِي كَالَّذي وَقع فِي آيَة الْوَصِيَّة وَهِي قَوْله تَعَالَى: {فَمن بدله بعد مَا سَمعه فَإِنَّمَا إثمه على الَّذين يبدلونه} فَلَا يكون فِيهِ شَيْء من الْإِخْلَال
وَقد نظمت فِيهِ:

(إِذا كَانَ تفكيك الضمائر مفضيا ... إِلَى مَا يخل النّظم فاحذر من الْخلَل)

(بِأَن خَالف الْأَطْرَاف وسط بمرجع ... كَذَا سَابِقًا مِنْهَا بباق فقد أخل)

(وَأما إِذا كَانَ الْخلاف لأوّل ... بباق كَذَا للْآخر اسْمَع فَلَا تخل)

(دليلك فِي حسن النظام وَصِيَّة ... ألم تَرَ أَن الله قد بَين الْعَمَل)

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست