responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 496
جَانب كَانَ يصل إِلَيْهَا، وَلَا قدرَة لَهَا على تَخْصِيص الْقُوَّة بِإِدْرَاك الْبَعْض دون الْبَعْض، بِخِلَاف قُوَّة الْبَصَر، إِذْ لَهَا فِيهِ شبه اخْتِيَار، فَإِنَّهَا تتحرك إِلَى جَانب دون آخر، وَبِخِلَاف الْفُؤَاد أَيْضا فَإِن لَهُ نوع اخْتِيَار يلْتَفت إِلَى مَا يُرِيد دون غَيره
[وَالله سُبْحَانَهُ سميع لكنه بِلَا صمخة وَلَا آذان، كَمَا أَنه بَصِير بِلَا حدقة وَلَا أجفان، فَيسمع حفيف الطُّيُور، ونداء الديدان فِي بطُون الصخور، ودوي الْحيتَان فِي قعور البحور، ويبصر دَبِيب النملة السَّوْدَاء فِي حنادس الديجور، وَيرى فِي لَيْلَة الظلماء تقلبات الْهَوَام وَهِي تمور]
والسمع قد يعبر بِهِ تَارَة عَن الْأذن نَحْو {ختم الله على قُلُوبهم وعَلى سمعهم} وَتارَة عَن فعله كالسماع نَحْو: {إِنَّهُم عَن السّمع لمعزولون} وَتارَة عَن الْفَهم نَحْو: {سمعنَا وعصينا} ، وكل مَوضِع أثبت السّمع للْمُؤْمِنين، أَو نفى عَن الْكَافرين، أَو حث على تحريه فالقصد بِهِ إِلَى تصور الْمَعْنى والتفكر فِيهِ نَحْو: {وَفِي آذانهم وقرا}
السمعة بِالضَّمِّ والسكون: السماع، وك (الْحِكْمَة) : هَيْئَة
والسمع بِالْكَسْرِ.: الذّكر الْجَمِيل
وَمَا فعله رِيَاء وَلَا سمعة؛ يضم ويحرك: وَهِي مَا نوه بِذكرِهِ ليرى وَيسمع
وَسمع الْإِدْرَاك مُتَعَلّقه الْأَصْوَات نَحْو: {قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا} ، وَأما قَول الشَّاعِر:

(وَقد سَمِعت بِقوم يحْمَدُونَ فَلم ... أسمع بمثلك لَا علما وَلَا جودا)

ف (يحْمَدُونَ) لَيْسَ صفة ل (قوم) ، بل هُوَ بِمَنْزِلَة يَقُول فِيهِ (سمعته يَقُول.) لِأَن ذَوَات الْقَوْم لَيست بمسموعة، بل المسموع هَهُنَا الْحَمد
وَسمع الْفَهم وَالْعقل مُتَعَلّقه الْمعَانِي، وَيَتَعَدَّى بِنَفسِهِ لِأَن مضمونه يتَعَدَّى بِنَفسِهِ كَقَوْلِه {وَقُولُوا انظرنا واسمعوا}
وَسمع الْإِجَابَة يتَعَدَّى بِاللَّامِ نَحْو: {سمع الله لمن حَمده}
وَسمع الْقبُول والانقياد يتَعَدَّى ب (من) كَمَا يتَعَدَّى بِاللَّامِ. نَحْو: {سماعون للكذب} وَهَذَا بِحَسب الْمَعْنى، وَإِذا كَانَ السِّيَاق يَقْتَضِي الْقبُول يتَعَدَّى ب (من) ، وَإِذا اقْتضى الانقياد يتَعَدَّى بِاللَّامِ
وَالصَّحِيح أَن (سمع) لَا يتَعَدَّى إِلَّا الى مفعول وَاحِد، وَالْفِعْل الْوَاقِع بعد الْمَفْعُول فِي مَوضِع الْحَال، فَمَعْنَى (سمعته يَقُول) أَي: سمعته حَال قَوْله كَذَا، و (سَمِعت حَدِيث فلَان) يُفِيد الإصغاء مَعَ الْإِدْرَاك
وسمعك إِلَيّ: أَي اسْمَع مني كَذَا
سَماع ك (قطام)
وَالسَّامِع أَعم لُغَة من الْمُخَاطب، إِذْ الْحَاضِر هُوَ الْمُخَاطب الَّذِي يُوَجه إِلَيْهِ الْكَلَام، وَالسَّامِع يعم لَهُ ولسائر الْحَاضِرين فِي الْمجْلس

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست